عن ناهض وأشياء أخرى * عمر العطيات
06-03-2014 11:04 PM
عمر العطيات
" رأي خاص وقصة قصيرة في نواحي بيروت "
ناهض حتر ؛ كاتب باحث وناشط سياسي عربي أردني معروف " مثير للجدل "، في لبنان وسوريا يشتهر هذا الرجل أكثر لدواع عديدة، خلال الأيام الماضية قاد جهدا مهما بوصفه في علم العلاقات الدولية "العربية-العربية" - حتى لو اختلفت الآراء عليه- عبر قيادته وفد المجلس الأردني للشؤون الخارجية لتنظيم الدبلوماسية الشعبية الذي أعلن عن تأسيسه في شباط الماضي، الزيارة خدمت الأردن حكومة وشعبا ، إذ أنه من خلالها وطيلة الفترة الماضية استطاع وناشطين آخرين أن يحافظوا على شعرة معاوية بين الدولتين " الأردنية والسورية" وأن يساعدونا على منع نشوء علاقة متطرفة حادة ووفروا حدا أدنى من خطوط الاتصال مع دولة عربية مجاورة وكان أن التقطنا تصريحا مهما من الرئيس السوري بشار الأسد (سندعم الحفاظ على الهوية الوطنية والدولة الأردنية" ، هذا بعيدا عن حسابات العواطف والمشاعر والقضايا الانسانية المريرة التي تشهدها الجارة الشمالية.كل التقدير ، مع ضرورة لفت الانتباه إلى أني لست من مريدي " ناهض حتر" ولا أتبنى بالضرورة كل وجهات نظره السياسية.
فقضيتي أكبر منه، وناهض بالطبع أكبر مني في جهده البحثي بالهوية الوطنية الأردنية.
في الحديث عن ناهض، انسحب اتجاه شأن آخر ؛ فأثناء زيارتي الأخيرة لبيروت طلب مني صديق جلب نسخة من كتابه الأخير الذي أعده ناهض بالشراكة مع " أحمد أبو خليل " ، ( المعزب ربّاح ) موسوعة بحثية تتناول الانتاج الفلاحي البدوي وأنماط الغذاء و قوانبن الضيافة الأردنية، إنه استلهام مميز لتجربة الراحل " العلامة الأردني" المرحوم بإذن الله روكس بن زائد العزيزي، بعد أيام من وصولي العاصمة بيروت أخذني صديقي اللبناني " بول رحمة " إلى مؤسسة الانتشار العربي " الدار التي نشرت الكتاب"، بعد دقي للجرس كان الموظف المسؤول مذهولا من وجود شاب أردني يافع عرف عن نفسه بأنه " عمر العطيات" ويرغب بالحصول على بعض من منشورات المؤسسة، عندما استقبلني وسألني عن عناوين الكتب أخبرته بحاجتي، سألته " ألست مستغربا من قدومي إلى هنا للحصول على هذا الكتاب بالتحديد ؟؟" ، أجاب بثقة : لا على الإطلاق، سألته باهتمام : كيف يستقيم ذلك ؟؟ هذا الكتاب لمؤلف أردني، وهو غير محظور ، وكان بإمكاني الحصول عليه في بلدي !!" رد علي بثقة أكبر : وهل وجدته في بلدك؟؟، أجبته: لو كنت وجدته لما أتيت، هنا كان الجواب الأشد ثقلا علي ومرارة في قلبي ؛ استطرد الموظف قائلا : يا أخ عمر وكيلنا في الأردن يرفض استيراد هذه الكتاب أو غيره لمؤلفين - وركزوا هنا لطفا- " شرق أردنيين أو من أصول أردنية" ، إنه كما تعلم يا عزيزي من مكون اقليمي آخر " كما يصف نفسه" مثله مثل باقي وكلائنا الفرعيين في الأردن الذي يتخذون ذات الموقف من مؤلفات الكتاب الشرق أردنيين، وهو يقول لنا دائما بأن هؤلاء الكتاب غير مقبولين في الأردن وكتبهم لا تستحق القراءة، ونحن كمؤسسة ليس بإمكاننا أن نفرض عليه طلبياته من الكتب خاصة أنها هائلة ولسنا معنيين بإجباره على استيرادها بالطبع . سألني هل تعرف ذلك ؟؟، أجبته : بالطبع، لكن ماذا عن مبيعات هذا الكتاب ؟؟ هل هي ضئيلة أو غير مشجعة ؟؟، أجاب : لا على الإطلاق، إنها هائلة جدا، ولذلك فلقد طورنا بوابتنا الالكترونية لتمكين القارئ الأردني من شرائها عبر الانترنت ليتخلص من تحكم السوق بخياراته في القراءة وحتى نستوعب هذا الضغط العالي على طلبها.
على العموم، كان لقاءً لطيفاً لبقاً كريماً من قبل إدارة المؤسسة، لكنه بلا شك كان حوارا موجعا، اذ كيف لموظف بسيط في دار نشر تقبع في عمارة غير معروفة في بيروت أن يدري بكل هذه التفاصيل، وأن يتحدث أيضا بمفردات ولغة " المكون والهوية الشرق أردنية "، في كل الأحوال كان علي هنا أن الفت النظر للذي اهتم وقرأ المقال، أن تقريرا عريضا نشرته مدونة حبر الاخبارية تضع فيها ضوابط المنع والحظر والإجراءات التي تمارسها دائرة المطبوعات والنشر تجاه ضبط عملية دخول الكتب إلى الأردن خاصة تلك التي لا تتناسب والمنظومة القيمية والأخلاقية والساسية للشعب الأردني وإضافة إلى ذلك وضعت قائمة بأبرز عناوين الكتب المحظورة في الأردن، لكنها نسيت أو تناست بحسن أو بسوء نية أن تعاين مشهد الحظر والمنع القبيح الذي تمارسه دور ووكلاء النشر والتوزيع في الأردن على كل ما يعنى بالعقل الجمعي والهوية الوطنية الأردنية زورا وبهتانا، في ساحة صراع فكري لا يوجد بها وكيل دفاع عن المؤلف " الشرق أردني" المتهم بلا تهمة.
مساحة أخرى من التجهيل والتحوير والتزييف يضيفها هؤلاء خدمة لمشروع اليمين الاسرائيلي المتطرف تحت عنوان " أرض بلا باحثين ومؤلفين، أرض بلا تاريخ ، ومن ثم أرض بلا شعب ".
شكرا بيروت، أما وطني فلا بواكي له !!!