لماذا تضطر جامعة عريقة مثل «الأردنية» إلى نشر كاميرات مراقبة تلاحق الطلبة , وهل لمثل هذه الخطوة تأثير وردع للسلوك العنيف؟.
مر وقت توقفت الجامعات عن رفد المجتمع بمبدعين فلم يسجل لأي من طلبتها اختراع أو مبادرة خلاقة , هل اختفت شريحة الأذكياء , لا أظن ذلك , لكن صورتهم توارت خلف مبدعي الفوضى ومبتكري العنف.
أكثر من 22 جامعة خاصة وحكومية لم نجد لها فكرة لتطوير خدمة أو خط إنتاج في مصنع أو حتى محاولة لإنتاج عقار طبي جديد وفي مثال آخر هناك أربع جامعات على الطريق الدولي من الزرقاء إلى الرمثا, هي جزر معزولة , لا تنتمي إلى المجتمع المحلي ولا تتشابك معه.
هل مسؤولية هذا الفراغ تقع على عاتق الجامعات التي لم تشجع أية مبادرة أهلية فردية أو جماعية أم هي مسؤولية الحكومة التي لم تحفز الأهالي للقيام بمثل هذه الخطوة أم أنها مسؤولية سكان المناطق المحيطة بالجامعات أم هي مسؤولية جميع من ذكر ؟.
قد تكون راقت للبعض باعتبارها رادعا لكن لا أعرف إن كانت خطوة الكاميرات ستشعر الطلبة بالارتياح و أتمنى لو أن مؤسسة دراسات مثل مركز الجامعة يجري استطلاعا بين الطلبة حولها , وما إذا كانت ستسهم في تهذيب سلوك الطلبة وهو أسوأ صور لتراجع التعليم.
هل أخفقت مبادرات إصلاح التعليم وقد كانت وجدت جدية في التنفيذ بعد سنة 2000 عندما تولاها وزراء متحمسون فهموا الأهمية الإستراتيجية للتعليم بالنسبة للأجيال القادمة , إلى أن قوضت هذه الجهود وأفرغت من مضامينها على أيدي زملاء لهم جاءوا لاحقا لا لشيء، فقط لأنهم لا يؤمنون بتراكم الإنجاز.
كاميرات المراقبة رادع , لكن احترام الجامعة وقدسيتها لا يتأسس بالخوف من الرقابة فقط .
qadmaniisam@yahoo.com
الرأي