رغم وجود قانون لخدمة العلم إﻻ أنه موقوف التنفيذ لأسباب قد يكون من أهمها الكلفة المالية لإعادة خدمة العلم مثلما كانت عليه قبل وقف تنفيذها لكن الفكرة الأساسية لخدمة العلم باقية وتكاد تجد إجماعاً من كل الفئات لإدراك الجميع أن هناك ضرورة قصوى لإحداث تأثير في سلوك شبابنا الذين أصابت فئات منهم أمراض اجتماعية وسلوكية عديدة.
وعندما يتم طرح فكرة خدمة العلم فإننا نسمع أفكاراً عديدة عن آليات تنفيذها ومدتها الزمنية والدور الذي يمكن أن تؤديه في تكريس التعليم المهني.
قبل أيام بث التلفزيون الأردني برنامجاً عن القوات المسلحة ولفت انتباهي الحديث عن معسكرات الحسين قبل عقود من السنوات ودورها في التدريب العسكري للشباب ولعل هذا يقودنا إلى اقتراح بإعادة معسكرات الحسين بصيغتها القديمة وليس بالضرورة أن تكون معسكرات عسكرية بالمفهوم الاحترافي بل الحياة العسكرية بما فيها من جدية وحزم وشخصيات مصقولة واحترام للنظام وأن تكون هذه المعسكرات تحت إشراف مباشر وإدارة من القوات المسلحة أو الأمن العام أو الدرك.
ولضمان تعميم الفائدة ﻻ بد أن تكون المشاركة في المعسكرات إلزامية مثل خدمة العلم وربما ﻻ تحتاج مدة زمنية طويلة فيكفي شهرا من الزمان ببرنامج مكثف وجاد ومشاركة إلزامية وربما تكون تغطية الكلفة من أكثر من جهة مثل الجامعات أو القطاع الخاص.
نحن ننفق الكثير من الأموال لعلاج أو استدراك آثار بعض المشكلات وأعتقد أن الكلفة المالية لمثل هذه الأفكار ليست عبئاً على الموازنة مقابل المردود الاجتماعي والسياسي اﻻيجابي لمثل هذه اﻻفكار وبخاصة أن المجلس الأعلى للشباب يقوم مشكوراً بتنظيم معسكرات سنوية ولها تكلفة لكن ما نتحدث عنه أشبه بمرحلة التدريب الأولى عند التجنيد.
هذا اﻻقتراح يمكن أن يتم تعديله وتطويره لكن العبرة في الجوهر فوجود الشاب في معسكر تحت إشراف المؤسسة العسكرية لمدة شهر أمر سينعكس ايجابياً على شخصيته ولدينا مساحات زمنية في العطلات الصيفية وغيرها لتنفيذه دون تأثير على التحاق شبابنا بدراستهم المدرسية أو الجامعية.
نتمنى أن نرى فكرة صقل الشخصية لشبابنا حاضرة تحت أي اسم أو تفصيل فالعبرة بالمضمون وتحقيق الغاية والهدف.
Samih.m@alrai.com


الراي