عمون - قدم النائب د. هايل ودعان الدعجة مداخلته على جواب وزارة النقل على سؤاله المتعلق بمشروع اعادة تأهيل وانشاء المدرج الشمالي في مطار الملكة علياء ، والتي اكد فيها على ان هذه القضية تمثل عملية فساد بامتياز ، وذلك بعد ان تم ازالة المدرج واعادة تأهليه وانشاءه من جديد بكلفة تجاوزت 32 مليون دينار حيث كانت نتيجة انشاء المدرج الجديد ، انه غير صالح للملاحة الجوية حسب تقييم منظمة الطيران المدني الدولية ( الايكاو ) وهيئة تنظيم الطيران المدني الاردنية .

وتاليا اهم المحطات التي مرت بها قضية المدرج:
اولا : في 19/5/2005 طلب من الاستشاري ( دار الهندسة ) تحديث نظام الانارة على المدرج فقط بمبلغ لا يتجاوز ( 5 ) مليون دينار ، لكن الاستشاري اوصى بعدم جدوى عملية التحديث لان المدرج ( متهالك ) ، وتبنى هذه التوصية وزيري الاشغال والنقل انذاك .

ثانيا : في 26/2/2007 ، تم تكليف الاستشاري ( دار الهندسة ) بموجب تلزيم مباشر القيام باعمال اعداد الدراسات اللازمة باعادة تأهيل المدرج Run way وممرات الطائرات المساعدة Taxi way وتحديث نظام الانارة بمبلغ 700 الف دينار غير شاملة ضريبة المبيعات ، وذلك بحسب الاتفاقية رقم 45/2007 تاريخ 26/2/2007 الموجودة لدى وزارة الاشغال .

ثالثا : كان المطلوب من الاستشاري حسب الاتفاقية الاستشارية تصميم وتحضير وثائق العطاء كاملة للمدرج حسب المتطلبات الدولية ، وتحديد ما هو المطلوب من المستثمر القادم الذي سيستثمر مطار الملكة علياء والذي لم يكن معروفا بعد .

وكانت الكارثة انه وبناءا على تقييم الاستشاري فقد تم استثناء اعمال الصيانة الخاصة بالمدرج الشمالي من التزامات المستثمر وجعلها من التزامات الحكومة الاردنية( كلفتها تجاوزت 32 مليون دينار ) ، وجعل اعمال الصيانة الخاصة بممرات الطائرات المساعدة من التزامات المستثمر (مجرد خلطة اسفلتية بكلفة بسيطة جدا) اي انه قد تم الفصل بين صيانة المدرج وصيانة ممرات الطائرات مع انهما شيء واحد ومتلاصقان ولا يجوز الفصل بينهما .

رابعا : في 10/7/ 2007 وافق رئيس الحكومة انذاك على تلزيم اعمال اعادة انشاء المدرج الشمالي شاملة اعمال الانارة بقيمة 22مليون و500 الف دينار الى نفس المقاول الذي نفذ خلطة اسفلتية للمدرج الجنوبي عام 2003 بقيمة ( 7 ) مليون دينار من خلال مقاول محلي .

وكانت تبريرات التلزيم ما يلي :
ـ لتوفير متطلبات السلامة التشغيلية لحركة الطائرات في المطار وتلبية للمعايير الدولية الخاصة بقطاع الطيران .
ـ وجود تشققات وتعرجات واهتراءات وعدم استوائية على سطح المدرج بطريقة تؤثر سلبا في سلامة الملاحة الجوية وقراءة اجهزة الطائرات بدقة اثناء الاوقات الحرجة للاقلاع .
ـ تناثر مكونات الطبقة الاسفلتية للمدرج بطريقة قد تهدد محركات الطائرات ( الشفط ) .
ـ عدم فاعلية نظام الانارة بسبب كثرة الاعطال .
وفي حالة التلزيم سيبدأ العمل في ايار 2007 وينتهي في شباط 2008 عملا باسلوب ال FAST TRACK ( اعمال الانشاء تسبق اعمال التصميم ، اشتغل ثم نزودك بالتصميم ، ابدأ بالعمل ثم نقول لك ماذا تفعل ) ما سيؤدي الى توفير مقداره 11 شهرا عن الطريقة التقليدية في استدراج العروض والتي لو تم اتباعها سيبدأ العمل بها في اذار 2008 وينتهي في كانون ثاني 2009.
خامسا : تم العمل بالمشروع حسب المخطط الذي اعده الاستشاري ، الذي حصل على اتعاب اشراف باكثر من 300 الف دينار ، ولم ينتهي العمل في شهر شباط كما وعد الاستشاري ، اضافة الى ان الكلفة تجاوزت 32 مليون دينار .وتم تشكيل لجنة استلام للمشروع وهو منقوص وغير مكتمل .
وقد جاء في تقرير هيئة تنظيم الطيران المدني الاردنية في 18/1/2009 بان المشروع غير مكتمل وغير امن ويهدد سلامة الملاحة الجوية العالمية . وهو ما اكد عليه تقرير منظمة الطيران المدني الدولية ( الايكاو ) الذي اوضح بان المدرج في ظروفه الحالية يشكل خطرا على سلامة الملاحة الجوية الدولية ، وانه اسوء بكثير مما كان عليه الوضع قبل اعادة التأهيل . في ما الاستشاري يصر على انه نفذ المشروع حسب بنود العطاء .
وما يزال المطار غير مرخص ولم يحصل على ترخيص او شهادة تشغيل حتى تاريخه ، وان فتح المدرج ينطوي على خطورة ترتقي الى مستوى الفعل الجرمي المتعمد . علما بانه قد تمت المخاطرة بذلك عندما تم فتحه مدة 16 شهرا عند انتهاء اعمال الصيانة التي لم تكلل بالنجاح .