"كيف حالك؟ كيف صحتك؟ أيش اخبارك؟ إن شاء الله تمام؟ إيمتى نمت مبارح؟ وين سهرتوا؟ كيف الاولاد ؟ كيف صحتهم ؟ كيف دراستهم ؟ كيف الجو عندكو ؟ شو طابخين اليوم؟ شو في ما في؟"..
ما سبق هي نماذج للأسئلة المتداولة في عرفنا الأردني عند الاتصال من خلال "الموبايل" وفي حال كانت العروض المقدمة من خلال الشركات المقدمة لخدمة الاتصال فيها "20000 دقيقة " مجانية فانعم واكرم، فالتساؤلات تزيد وتزيد من قبل المتصل والمواضيع التي يتم تداولها تتوسع وتتشعب إلى مواضيع ما انزل بها من سلطان، فهنالك قول "صدقا لا اعلم من أبتكره" يقول : "البلاش كثر منو" لنستخدم هذا "البلاش" في هدر الوقت في امور ليست ذات قيمة او نفع عام، والامر لا يقتصر على الإتصال "التلفوني" بل يتعداه إلى مواقع التواصل الإجتماعي المعروفة " الفيس بوك، تويتر، يوتيوب "، ويتم إستخدامها بنفس المواضيع التي نتداولها في الإتصال ولكنها تكون بالصوت والصورة، وإذا كانت امريكا كما سربت الانباء تتجسس على هذه المواقع فإنني اعتقد جازما بانها ستخرج في الحصول على "داتا" غنية عن انواع " الطبخات" واشكالها ومكوناتها من "المنسف" إلى " المكمورة"...!!!
وللامانة وحتى لا نظلم البعض فان هنالك العديد من الادباء والمفكرين والعلماء والشخصيات العامة لدينا ينشطون باستخدام كل وسائل الاتصال وكذلك التواصل الإجتماعي في نشر الافكار والرؤى وغيرها من المواضيع العامة والمختلفة ذات النفع العام، لكن السؤال الذي يتبادر للذهن في ظل هذه الثورة الرقمية المتاحة والمهولة لما لا يتم إستخدامها في الشان الأكاديمي والتعليمي الحكومي؟
ففي الوقت الذي لا تستطيع فيه الحكومة توفير أجهزة مثل "الآي باد" لطلبة المدارس لكلفتها المادية والباهضة فانه من الممكن إستخدام كل هذه الوسائل في إيصال المعلومة بشكل منظم وممنهج، فمن الممكن أن تقوم المدرسة بتوفير قناة على " اليوتيوب " يتم فيها عرض الحصص المنهجية مشروحة من كل معلم وكل حسب المادة التي يقوم بتدريسها، الامر الذي يتيح للطالب الإستزادة والإفادة وكذلك توفر لولي الأمر المعني بالطالب متابعة الشان الأكاديمي الخاص بأبنه او ابنته وحتى انها وسيلة مساعدة لتخفيف العبء على ظهر الطالب المثقل دوما باوزان الكتب الكبيرة والثقيلة، ولا ننسى ان هنالك مهنة تسمى "قيم حاسوب" في كل مدرسة من الواجب هنا الإفادة من دورها المهمل داخل المدرسة، وكذلك الأمر يمكن تطبيقه في جامعاتنا الحكومية لما فيها من وفر على الطالب الجامعي الذي تستنزف مصروفات أهله أيضا عدا عن الرسوم الجامعية في توفير المراجع والكتب من المكتبات الخاصة المرتفعة أسعارها.
ان الحديث فيما سبق يطول ويطول ويمكن تطبيقه في اي مجال حكومي او شخصي او تطوعي ولا يتسع المجال هنا في عرضه والإسهاب فيه ولكنها دعوة لكل من هو معني في المجتمع بأن نستخدم هذه المجال الرحب والواسع والمتاح في امور ذات نفع عام على الوطن..وبما أنها كثيرة "وببلاش" فيستحب هنا وفي هذا المجال أن نطبقه وحسب القول القائل " اللي ببلاش كثر منو"..