جامعاتنا الاردنية وكاميرات المراقبة
د. محمد أحمد الكركي
05-03-2014 03:27 PM
يشهد الله كم ترددت في الكتابة في هذا الموضوع الجدلي بعد أن شهدنا خلال هذا الاسبوع تركيب جامعتنا الاردنية، درة الجامعات وأمها، كما يحلو لنا جميعا تسميتها، لعدد 246 كاميرا في مواقع مختلفة من مرافق الحرم الجامعي.
وقد ساهمت اذاعة الجامعة الاردنية مشكورة، في توضيح الاسباب الكامنة خلف قرار التركيب من خلال تغطية الموضوع من كل جوانبه باستضافة الاستاذ خميس الزبيدي بصفته مدير الامن الجامعي الذي أوضح بجلاء الاسباب الكامنة وراء تركيب الكاميرات ورفد الحرس الجامعي بدم جديد يتمثل في 16 موظف أمن جدداً، في ظل تصدي الجامعة لظاهرة العنف الجامعي وبما يخدم أهدافها.
كذلك، فقد كان في استضافة الاذاعة الغراء صباح يوم الخامس من آذار للاستاذ الدكتور خليف الطراونة، وهو موضع احترام كل من عرفه بمهنيته واحترامه لخصوصية أهل هذه الجامعة ومرتاديها الذين قدرهم عطوفته بحوالي 60 ألف شخص يوميا توضيح لبعض ما التبس على البعض في نفس الموضوع والذين أبدوا تخوفا من محاولة الجامعة "تكميم الافواه" كما ورد على لسان الاستاذ الرئيس.
ونقول هنا لا أحد ينكر حق الجامعة في ضبط ايقاع الامن الجامعي سواء بكاميرات المراقبة أم بأي وسيلة كانت شريطة أن تبقى خصوصية طلبتنا الاعزاء الذين هم شباب الامة ومستقبلها الواعد وموضع اهتمام جلالة الملك حفظه الله ورعاه، موضع احترام وتقدير.
من المعروف أن الجامعة الاردنية وعلى مدى خمسة عقود مضت اكتسبت خبرة في معرفة جوانب القوة والضعف في مواقع الجامعة المختلفة المنتشرة على مساحة أصبحت بحاجة لاعادة نظر، فالمأمول هنا أن لا تسلط سلطة كاميرات المراقبة على خصوصية طلبه الجامعة التي عودتنا جامعتنا الام عليها. وادارة الجامعة لا بد وأن تعير هذا الامر الاهتمام الكافي خصوصا في مراحل التطبيق الاولى لانها ستكون موضع متابعة ومراقبة من منظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان التي ترى في الجامعة الاردنية مركزا للتميز.
كما لا ننسى أن ادارة الجامعة منحت الاحزاب مواقع داخل الجامعة لاستضافة الطلبة والمهتمين في سياق تطوير التنمية السياسية على مدى ساعات اليوم الواحد خلال فترات الدوام الرسمي لشرح أهداف الاحزاب ورؤاها، الى جانب ما يتنظرها من استحقاق ديمقراطي يتمثل في انتخابات مجلس الطلبة بعد أن تم تمديده سابقا.
وسيكون ما يجري في الجامعة الاردنية وعلى أرضها موضع تطبيق واحترام وتنفيذ من قبل الجامعات الاردنية الاخرى سواء كانت رسمية أم خاصة، فهذه جامعة مؤته تستكمل بالامس تركيب معدات خاصة في منظومتها الامنية بما يزيد عن 600 كاميرا مراقبة نشرت على مداخل الجامعة ومبانيها وساحات حرمها الجامعي.
وللامانة والانصاف نقول أن ما ذهبت اليه ادارات الجامعات بهذا الخصوص كان سببه جزئيا مشاكل بعض طلبتنا الاعزاء الذين لم يفهموا معنى الحياة الجامعية ونقلوا العنف لجامعاتهم مؤثرين على أوضاع زملائهم الذين تعبوا وكدوا واجتهدوا للوصول الى هذه الصروح العلمية الباسقة بعنفوان أهلها. وليكن في هذه الخطوة التي اقدمت عليها الجامعات منبها لبعض الطلبة المستهترين، وهم قله ان شاء الله، بأن عليهم الالتزام واحترام الغير والعمل على حماية ممتلكات الامة في هذه الجامعات التي تمول من عرقنا جميعا.
رعى الله الأردن بلدا آمناً وسدا منيعاً أمام محاولات الأعداء والمتربصين وحمى قيادته وشعبه من كل مكروه.
maskaraki@yahoo.com