ما قام به بوتين الرئيس الروسي القوي، ما هو الا رد فعل سريع لابعاد شبح الناتو عن حدود بلاده الغربية.

اما عن تباكي الغرب على اوكرانيا فهو كاذب وان خرق الاتفاق بين الرئيس الاوكراني يانكوفيتش والمعارضة كان بدعم من الاتحاد الاوروبي.

ان اوكرانيا هي امتداد جغرافي وطبيعي لروسيا بالاضافة لتقارب الشعبين بسبب اصولهم السلافيانية وتاريخهم المشترك سواء ايام الامبراطورية القيصرية او اثناء العهد السوفياتي.

ان الانفصاليين الاوكرانيين الذين يتزعمون المعارضة كانوا دائما يطالبون بانفصال غرب اوكرانيا عن الاتحاد السوفياتي وذلك بسبب الاختلاف المذهبي ,حيث ان السكان في غرب البلاد يعتنقون الديانة المسيحية الكاثوليكية، بينما يعتنق الناس في شرق البلاد المذهب الارثودوكسي السائد في روسيا، كما ان السكان في الشرق ينحدرون من اصول روسية ويتكلمون الروسية كما هو الحال في مقاطعتي دونباس ولوغانسك وغيرهما.

لذلك فان اختطاف السلطة في كييف من قبل المعارضة لن يحظى باستقرار طويل وستظل سلطة هشة بسبب عدم موافقة سكان المدن الشرقية على هذة السلطة وقد رأينا كيف قام الناس في مدينة دونيتسك الكبيرة باحتلال مبان حكومية، وقد تتبعها مدن اخرى في هذا النهج مما يهدد انشطار البلاد الى قسمين.

اما عن الحملة الشرسة التي تقوم بها امريكا وأوروبا ضد التدخل الروسي في شبه جزيرة القرم فانها لن تفلح في ردع روسيا، فهذة منطقة نفوذ استراتيجية لروسيا في البحر الاسود ولن يسمح بوتين للناتو بالاقتراب من هذه القلعه.

اما عن انتقاد امريكا وتهديدها لروسيا فهو لايقنع احدا في العالم والسبب ان امريكا نفسها تدخلت بشكل غير شرعي في دول بعيده كثيرا عن حدودها وارسلت جيوشها الجراره لاحتلالها كما فعلت في العراق وافغانستان بالرغم من عدم وجود اي تهديد حقيقي لامريكا من قبل هذة الدول الصغيرة.

ان امريكا واوروبا لن يستطيعا منع روسيا من حماية مصالحها الحيوية في اوكرانيا وشبه جزيرة القرم ولن يتدخلا عسكريا لحمايه الانفصاليين الاوكرانيين وذلك لان مصالح هذة الدول هي في روسيا وليس في اوكرانيا , كما ان ارووبا لن تغامر بفقدان الغاز الروسي الذي يشكل عماد الصناعة فيها.

ان انكفاء الولايات المتحدة على نفسها وانسحابها من افغانستان والعراق ورفضها التدخل في سورية وعدم مقدرتها على ردع موسكو من دعم النظام السوري او اجبار بوتين على الخروج من القرم ,ماهو الا مؤشر واضح على ضعف امريكا ودخول الامبراطورية الامريكية مرحلة الشيخوخة، وقد نرى العالم يسميها في القريب العاجل "الدولة العجوز" تماما كما سميت بريطانيا العظمى في وقت من الاوقات..