المواظبة والانتظام في التعليم العالي
د.زياد خليل الدغامين
05-03-2014 11:45 AM
وزير التعليم العالي أمين على سير العملية التعليمية، ورؤساء الجامعات ومجالس الأمناء والعمداء كلها أمينة على التعليم العالي، وما تشرعه من قوانين ونظم وما تسنه من تعليمات كل ذلك يهدف إلى الرقي والتقدم بالعملية التعليمية، وكل تلك التشريعات التعليمية تهدف إلى ضبط مسيرة التعليم العالي وترشيده والرقي به لتتفيأ العملية التعليمية مكانتها في التطور والرقي بالأمة لتناطح السحاب إن لم تعانق السماء، والإدارات الناجحة في كل بلد هي تلك التي تنفق على التعليم أضعاف ما تنفق على التسليح على أساس أن الصناعات الثقيلة بداهة هي صناعة العقول والأجيال.
ومن القضايا التي تطفو على سطح العملية التعليمية وتحكمها نظم وتعليمات صارمة قضية المواظبة والانتظام بوصفها شرطا للحصول على درجة علمية جامعية سواء في مرحلة البكالوريوس أو الماجستير حتى الدكتوراه ينطبق عليها هذا النظام، فهل يجوز إضافة طلبة الثانوية العامة للدورة الشتوية المتقدمين للقبول في الجامعات إلى شعب مضى على التدريس فيها شهر كامل، وفاتهم من المحاضرات اثنتا عشرة محاضرة أو ثلاث عشرة محاضرة؟هذا إن انتظم الطلبة بالحضور في موادهم التي يدرسون إلى آخر الفصل الدراسي فكيف إذا أرادوا أن يمارسوا حقهم الذي سمحت به التعليمات من جواز الغياب ستة محاضرات أخرى ليصل مجموع ما فاتهم من المحاضرات أكثر من الثلث؟ وكيف لأولئك الطلبة أن يلتحقوا بهذه المواد وقد فقدوا شرط المواظبة والانتظام في مواد الفصل الأول من ناحية، وفاتهم قدر من المقرر الدراسي امتد لخمسة أسابيع!
وكيف يتم تسجيلهم في هذه المواد ومواعيد الاختبارات الأولى قد بدأت بالفعل من ناحية أخرى؟ أليس الأولى أن تفتح لهم شعب خاصة يدرسون فيها المقرر الدراسي من بدايته؛ ليستدركوا ما فاتهم من علم ومعرفة، وتكون لهم معاملة تختلف عن بقية زملائهم! وكيف يبقى نظام التسجيل مفتوحا في شعب التخصص والمتطلب إلى الأسبوع الخامس؟ هل يراد من العملية التعليمية أن تسلق سلقاً بهذه الطريقة الفجة! وهل يجوز للقائمين على العملية التعليمية في الجامعات من الرؤساء ونوابهم أن يسمحوا لأنفسهم بمخالفة التعليمات التي وضعوها هم أنفسهم وأقروها لتضبط وتحقق شرط المواظبة؟ وهل يحق بموجب تلك التعليمات لعضو الهيئة التدريسية أن يعدّهم محرومين من المواد التي درسوها تحقيقاً وقياماً بحق الأمانة التي عهد إليهم بتنفيذها؟ كل ذلك نطرحه أمام وزير التعليم العالي المحترم دون الإشارة إلى جامعة بعينها ليتفضل بالإطلاع سعيا إلى إيجاد آلية تعالج وضع الملتحقين بالجامعات من خريجي الثانوية للدورة الشتوية!