قال لي لم أكن اعرف أي فن من فنون الدبكة أو العزف على الشبابة ، ولم أكن قادر حتى على الاصطفاف في صف الجوفية والغناء الهجيني وكان سبب جهلي هو الخجل خاصة أمام الصبايا، وثانيا لأن همي كان في الدراسة الثانوية والجامعية وانتظار الوظيفة الحكومية، وكان كل ما اعرفه من فنون الرقص الشعبي والعزف على الآلات الشعبية هو الاستماع لها وان لم أكن بأذن موسيقية، أما الدبكة وما تحتاجة من أداء فلكلوري شعبي، والتي تعتمد بدورها على موسيقى المجوز أو الشبابة وإيقاع الطبلة مع الصوت الذي تصدره خبطة أقدام الراقصين وبمرافقة الصوت البشري في الغناء الذي يعطي بدوره الايعازات لحركة الراقصين فكنت فيها كفهمي للغة الصينية.
وفي الجامعة كان للدبيكة وعازفو الآلات الشعبية ميزة خاصة عند الطالبات خاصة في الاحتفالات الوطنية، وفي الأعراس كان لهم أيضا خصوصية لم أكن أستطيع الوصول إليها لأني كنت أقف في الصفوف الخلفية للحضور، وعندما انهينا الثانوية العامة تم قبولهم بالجامعة قبلنا لأنهم يحملون تفوقا فنيا ودرسوا ما يريدون ولم ادرس إلا ما سمح به معدلي بالتوجيهي وعند التخرج كان لهم نصيب الأسد في احتفال الجامعة ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تعداه إلى الوظيفة حيث تم توظيف احدهم في الجامعة مسؤولا عن تدريب فرقة الجامعة وبعدها تم إرساله لإنهاء دراسته وهو ألان يحمل شهادة الدكتوراه وبقيت أنا احمل شهادتي العليا بدون تعين.
مرت هذه الذكريات بخاطري وان أقراء تقريرا صحفيا يقول أن خمس فتيات تقدمن للجهات الرقابية المسؤولة في دولة عربية بغية الحصول على تصريح للعمل كراقصات في الملاهي الليلية . وكانت شهادات اثنتين منهن البكالوريوس في الهندسة بينما تحمل الباقيات الدرجة العلمية نفسها ولكن في تخصص الطب البشري .
ويقول التقرير إن الجامعيات يتسابقن على استخراج تراخيص للعمل بالرقص الشرقي بسبب تردي الوضع الاقتصادي الذي دفع هؤلاء الفتيات إلى العمل في مجال الرقص الشرقي والتنازل عن المؤهل الجامعي واختيار مهنة لا تحتاج سوى مؤهلات جسدية وموهبة فطرية تملكها المرأة وتتمتع بها وان بدرجات متفاوتة وعليها تنميتها وصولا إلى درجة الاحتراف .
ويضيف محدثي إنني احسد الراقصات والدبيكة على ما استطاعوا الحصول عليه لأنني مازلت اجلس انتظر دوري في ديوان الخدمة المدنية لكي يعلن عن وظيفتي من اجل أن احصل بعدها على زوجة وأطفال أول ما سأعلمهم فن الدبكة والعزف على الشبابية والمجوز والدق على الطبل .