كلوديا تعلم هذا العربي .. "العربية" في 5 دقائق!!
د. وليد خالد ابو دلبوح
03-03-2014 03:28 AM
في مكارم الاخلاق ... كلوديا شيفر تتألق بين مرابعنا!
هذه اموالي قد مدت اليك ... بساطا يداعب وطأة شموخك ... سلما لعطفك ... وعربونا منكِ يساوم كبريائي ... فقالت له "ما عاذ الله" ... هذه اموالك ردت اليك ... انا كلوديا شيفير ... من قبائل القوط وخوالي من الفاندال ... جيرمانية ... ماني هفية ... يا "أبو المكارم"!!
هذه المقولة خرجت من أفواه سيفة الدولة الالمانية .... كلوديا شيفير... سفيرة الجمال ... تفاحة ادم وفاتنة ابليس ...وقاتلة أشلاء الرجال ... أنعم الله عليها من الجمال ... ما أنعم على الجمال من الِ شيفير ... لها من القوام ... ما تقوم له العروش ... ولها من البريق ما ابرقت له السيوف ... وانبرت تحته شيم الشيوخ!
لم تطرق باب الكُتاب ... ولا تعرف نصف ما تعلمه هذا "العروبي" في بيت أبيه ... من القيم نهار مساء ... ولا ربع ما قاله المتنبي في العز والفخر ... تاتي اليوم في فتاة "نيو لوك" ضاحكة ... ذات الجينز المرقع.. لتعلم رجلا منا ... معنى الشهامه والمروءة والانفة معا .. في أقل من 5 دقائق!
في العشاء ... والمساوات في القيم والمبادئ والاخلاق!
عرض عليها شرف العشاء مهعا مقابل 1.6 مليون دولار .. وهي ترد وتقول... خليك من الشرف يلي تعلمتو ... سأعلمك من باب اخر يطرق منه الشرف ... فرفضته هو وأمواله ... عرض الحائط ... ولم تستطع حتى مجاراة أطول نصف ساعة في حياتها وأخذ كل هذه الأموال المكدسه ... لا غريب أن تفضل ذات الساقين الالمعين ... الأكل في الماكدونالدز وفي عتمة نفق الميترو ... على ان تجلس معه نصف ساعة وبملايين دولاراته .. الزعتري يا أبو المكارم ... أولى لك فأولى .. غزة أولى لك فأولى ... القدس أولى لك فأولى!!
قبل أن نجنمع لصلاة الاستسقاء .. والظهور على نقمة الجفاف ... علينا أن نزيل أوساخ ما بداخلنا حتى تهطل الامطار عاى اجساد طاهرة وتقبل الدعاء ... أين نحن من طهرة القلوب ... قبل نظافة الاجسام والابدان؟!!
هذه الرسالة ليست لشتم وجلد الذات ... ولا للانسلاخ من ماضينا .. بل للانتفاضة على حاضرنا ... وللانتصار على واقعنا ... ومراجعة معايير الاخلاق والقيم من جديد ... ان الأسس التي نستقيها اليوم لتقييم حالنا خاطئه ويجب اعادة النظر فيها ... وفي أسرع وقت ممكن! الاخلاق لا تجزأ .. فلا يمكن ان تكون كاذبا ونظيف اليد ... أو فاسدا وطاهر القلب ... وأن نصدق ما يقرأ على الورق ... ونكذب ما يفعل على الأرض التي نمشي عليها!!
خنجرنا داخل وطننا الغالي ... أو في أعناق الغلابا في وطننا العربي الممتد ... كان من صنيع المتناقضات في قيمنا واخلاقنا ... من أصحاب الأقنعة التي لبست العباءة رغما عنها ... وأغتصبت واحتكرت صيت الأجداد لتوظفه لمصالها الجشعه .. باسم الدفاع عن الوطن والدين والعشيرة!!
الخاتمة: كم نحن بحاجة الى كلوديا!!
لم تترعرع كلوديا بين أيدي رجال الدين ولا دروس تقوية في الاخلاق والقيم ... لكن حدثتها نفسها ... انها أكبر بكثير مما يقايض ويفاوض عليه ضعفاء النفوس بكثير ...
لو زيحت جُل الشوارب عندنا واستبدلناها ... بنصف ما أوتت كلوديا شيفر من مروءة ... وهي واقفه بالكشكش تستعرض تحت الاضواء ... ما وصلت مديونيتنا من خيبة أمل الى ما هي عليه اليوم .. وما وصل الجهل عندنا الى ما هو عليه الحال ... بالرغم من زخم الشهادات المتكدسة عندنا! فالقيم لا تعرف الملبس ولا المظهر ولا بالخطابات ولا بالصوت العالي أو بطول الشارب ... وصدق الشافعي حين قال ... نعيب زماننا والعيب فينا... وما لزماننا عيبٌ سوانا!!
Dr_waleedd@yahoo.com