كل يوم يتحفنا ما يسمى "الدولة الإسلامية في العراق والشام" بمفاجآت من العيار الثقيل، آخرها بالطبع فرض "الجزية" على المسيحيين في الرقة مقابل ضمان حمايتهم! هذه الجماعة "عصابة البغدادي" تريد أن تعيد التاريخ قرونا إلى الخلف لكي تفرض الجزية على غير المسلمين، وهم مواطنون مثلنا، يدفعون الضرائب كما ندفعها نحن، ويؤدون الخدمة العسكرية كما نؤديها نحن، ويعانون من الفقر والبطالة وضيق ذات اليد كما يعاني كل الناس. بصراحة "تنظيم داعش الإرهابي" خطر على الأمة العربية والإسلامية، وخطر على الإسلام، ولابد من التخلص منه بكل قوة، باليد واللسان والقلب، فهؤلاء الخارجون من كهوف التاريخ يريدون إعادتنا إلى "عصور الجزية"، وسبي النساء واستعباد الرجال، ومن يفرض الجزية لا يوجد ما يمنعه من سبي النساء وتحويل أسرى الحرب من الرجال إلى عبيد، ونعود مرة أخرى إلى عصور "الإماء والجواري"، أي درك يقودنا إليه "مجرمو داعش"؟ وإلى أي مصير مجهول يدفعون الأمة؟
من المنطقي والضروري أن يتحالف الجميع ضد هذا الفكر المتحجر والخطير، فهل سيفرض هؤلاء الخارجون من كهوف التاريخ الجزية على "جورج صبرة" الذي قضى عمره وهو يناطح نظام الأسد الإرهابي، ودفع سنوات من عمره وهو في سجونه، وهل سيفرض مجانين الايدولوجيا هؤلاء الجزية على "ميشيل كيلو" الذي قضى عمره وهو يقارع نظام الأسد الدموي؟ أين كان هؤلاء عندما كان شرفاء المسيحيين يقاتلون ويضحون دفاعا عن الحرية والكرامة؟ لم يولدوا بعد، فقد كانوا في رحم مخابرات الأسد والمالكي وخامنئي، الذين صنعوا منهم أدوات ضد الناس والأحرار والثوار.
عصابة البغدادي "داعش" تعلن أنها تريد أن تتقاضى الجزية"17 جراما من الذهب سنويا "؟!! في القرن الحادي والعشرين يريد هؤلاء الخارجون من كهوف التاريخ فرض الجزية على المسيحيين، ويعلنون منع المسيحيين من إظهار صلبانهم أو كتبهم، والقيام بأي تراتيل أو قرع لأجراس الكنائس يمكن أن يسمعها المسلمون؟ أي إسلام هذا الذي تدعون إليه؟ وأي ظلام تفرضوه على الأمة؟ حتى منظر التيار الجهادي أبو قتادة رفض من سجنه ما تقوم به "داعش" ووصفهم بالمنحرفين، وجدد هجومه على تنظيم داعش، وحملهم مسؤولية مقتل أبو خالد السوري، القيادي في "الجبهة الإسلامية"، وقال:" كنت أتمنى أن يقتل على أيدي أعداء الأمة، وليس على أيدي أصحاب فكر منحرف.. وأعلن عن تأييده لمهلة أعلنها الجولاني زعيم "جبهة" النصرة"، لتنظيم داعش، مدتها 5 أيام للاحتكام إلى "شرع الله"، متوعداً حال رفضها، بقتالها في سوريا والعراق، وقال "إن "الهدف الأول بالنسبة لنا هو مقاتلة النظام المجرم في دمشق، لكن أوساخ الطريق يجب أن تزال.. أصحاب الفكر الضال المنحرف يجب أن يوقفوا عند حدهم"، وذهب الشيخ زهران علوش، القائد العسكري"للجبهة الإسلامية" وقائد "جيش الإسلام" إلى القول: إن "داعش" تأسست قبل أشهر بعد انشقاق "الغلاة" عن جبهة النصرة، وأكد أن الزعيم الحقيقي هو "العقيد الركن حجي بكر" الذي وجد يحمل جواز سفر إيراني عليه إشعارات حديثة للمغادرة والقدوم،" وأن أمير "داعش" في إحدى المناطق السورية ضابط بالحرس الجمهوري السوري، واتهم عناصر داعش بعدم تنفيذ عمليات نوعية ضد القوات الحكومية وببيع النفط لقوات النظام ومصادرة السلاح المخصص للجبهات.
وجود نظام الأسد الإرهابي مصيبة، ووجود "داعش" مصيبة أكبر، والقضاء على داعش "مصلحة" للأمة كلها، حكاما ومحكومين، فلم يثر السوريون والعرب من أجل فرض الجزية بل من أجل أن يكون الجميع أحرارا في وطن واحد بغض النظر عن الدين والعرق واللون. (الشرق القطرية)