على هامش استقالة رئيسة هيئة المناطق التنموية
د. محمود الحبيس العبادي
02-03-2014 12:07 PM
تابعت خلال الأيام الماضية تداعيات استقالة رئيسة هيئة المناطق التنموية والتي لم يمر على تعينها أكثر من أربعة شهور .. واستدرك القول أيضا إن المهندس النائب لا اعرفه شخصيا ولا تربطني به علاقة لا من قريب ولا من بعيد ،مثلما الحال مع رئيسة تلك الهيئة .. أقول من باب تخصصي في التنمية :
إن لموضوع الاستثمارات في منطقة البحر الميت مسلسل يعرفها كل من له علاقة ومعرفة فمنذ سنوات تتقدم الاستثمارات الهائلة في تلك المنطقة دون الخوض بها،وقريبا منها منطقة السويمة الأشد فقرا ولم يستفيد منها سكان هذه المنطقة ،وإدارات البلدية منذ سنوات على معرفة إن لا صلة بعوائد الاستثمارات فيها أو حتى الأيدي العاملة محرومة من العمل أو تعمل بأجور متدنية جدا...
إن إي مستثمر وطني ملتزم بهموم ومعاناة الأردن لا بد من دعمه وتقديم الحوافز له لأنه سيحفز أنشطة اقتصادية ذات عائد مباشر على التنمية المحلية وفيها توليد لفرص التوظيف في وقت تشتد أزمة البطالة في الأردن وفي تلك المنطقة تحديدا وما يجاورها... ومن المؤكد إن تشغيل أيدي عاملة من سكان المنطقة أفضل من إي مسئول لا ينظر للترابط بين الشق الاقتصادي وعلاقته بالبعد الاجتماعي.. فمثلا أهل السويمة ليسوا مهتمين بتعين رئيس تلك الهيئة أو استقالته إلا بتفكير مدقوق بهموم الفقر ومغموس بمعاناتهم ... يضاف إلى ذلك أهمية الاستثمارات في الاقتصاد الوطني .. هل ذاقت تلك الهيئة معنى الحرمان والحاجة الاجتماعية أو لامست حدود الفقر وضيق العيش لدى سكان المنطقة وترابط مع واقع اقتصادي صعب بالبلد...هل قدمت رئيسة الهيئة دعما خلال عملها لسكان المنطقة من خلال تلك الاستثمارات الكبيرة في المنطقة...؟؟
بالمناسبة ، فان دولة رئيس الوزراء عندما كان أول وزير تخطيط بالأردن فقد كان أول مرة بالأردن يتم فيها اخذ معيار البعد المكاني والوصول إلى الشرائح السكانية .. ووضع التشاركية مع السكان كوسيلة لتحديد تطلعاتهم وتشجيع القطاع الخاص ،فظهر البعد المكاني لأول مرة بالأردن تمشيا للسلوك الإنساني ولملمة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية معا على أساس المقومات الاقتصادية.. سعيا لتحفيز القطاع الخاص .. ولم يرعبه خدمة بلده في هذه الرؤية الهامة وخلق فرص عمل.. لكن دولته عاد متأخرا إلى سدة رئاسة الوزراء عندما ابعد أو أقصي خلال السنوات الماضية .. ليجد الكنز الأردني قد تبخر.. وهاهو جلالة الملك يسند له هذه المهمة الوطنية لإعادة الزخم التنموي ... نعم اللهم يقويك سيدنا جلالة الملك وأنت تعيش مع حالة الفقراء وسط تلاطم أمواج المنطقة .. وبين ظهرانينا أصوات المصالح ..وليس برسالة هموم شرائح المجتمع ..ولذا تصبح مجموعة القرارات كمحصلة لتوزيع مشاريع استصلاح المكان وتطوير الاقتصاد..نحو الانتقال من حالة الركود والوصول إلى المناطق الهامشية الفقيرة القابلة للتنمية في سبيل مواجهة المشكلات الاقتصادية كالفقر والبطالة ...
لم المس من خلال الرسائل الرسمية التي نشرت على المواقع حقا إي ضغوط قد تم ممارستها على رئيسة تلك الهيئة ولم أجد فيها حزما بالضغط باتجاه الوقوف مع المستثمر المقصود.. وان كان مطلوبا من الحكومة إن تساند المستثمر الوطني ..ولم أرى فيها عملا ضد مصلحة الاقتصاد الوطني .. أو محاولة الإيذاء بأي شكل كان... فلماذا الاستقالة تلك...؟؟ هل لدولة الرئيس مصلحة خاصة أم انه يشجع على توطين نشاط في موقع جاذب للعمالة المحلية والوطنية .. ولتكن المقارنة مع تلك الأنشطة الموجودة ...
أتمنى على الحكومة عدم قبول استقالة رئيسة تلك الهيئة ،واتخاذ ما يلزم من إحالة موضوع الاستقالة إلى القضاء لان الأصل إن تحدد بالاستقالة المبررات المدونة وغير مقبول تفزيع إعلامي فيما بعد..فالمحاسبة تمنح صفة التزام بالموقع المسند للشخص وما يترتب عليه من عمل وحتى يفهم الجميع من يمسك بالمسؤولية إن لديه عمل وطني وليس الانسحاب حتى يقال مما لا نرغبه من صفات وليس اقلها تلخيصا مسائل الانتماء والوطنية والشعبية لأي شخص كان ،فمثل هكذا سلوك من هكذا مستوى قيادي يؤثر سلبا ومزعج ...ولتكن هناك قناعة بالدفع دوما بصفات محددة بالأشخاص الذين تعهد لهم المسؤوليات ... هذه القصة التي أثيرت بحاجة إلى كشف ومحاسبة .. ذلك يعني تقوية وتحصين للجميع وتكثيف لمن يعمل بجد وبجهوده ومطالبا أيضا بتقليم شجرة الإدارات العليا واتخاذ التقييم لكل مسئول وسيلة لنهج جديد ..وضبط للنفس لدى إي مسئول وبعكس ذلك خراب في مؤسسات الدولة الأردنية ..
كيف لنا في قول المتنبي: ولمن يغالط في الحقائق نفسه.. ويسومها طلب المحال فتطمع
وفي قول الإمام الشافعي: نعيب زماننا والعيب فينا.. ومال زماننا عيب سوانا
فلا ينطقن منك اللسان بسوءة ....................... فكلك سوءات وللناس ألسن