الشاعر حيدر محمود : عن الخنادق والبنادق وأمهات الجند
01-03-2014 11:27 PM
عمون - خص الشاعر الكبير العين حيدر محمود "عمون" بثلاث برقيات شعرية ،إلى الخنادق، والبنادق ،وأمهات الجند بمناسبة الذكرى الثامنة والخمسين لتعريب قيادة الجيش :
" 1 "
أكْرَمُ الأُمّهاتِ مَنْ تَلِدُ الجُنْدَ
وخَيْرُالأبناءِ فينا الجُنودُ
وأعَزُّ البيوتِ ما كانَ فيها
مِنْ بَنيها : مُقاتِلٌ ، أوْ شَهيدُ
وبلادٌ تُرابُها مِنْ نَجيعٍ
وضلوعٍ .. أرْكانُها لا تَميدُ
مَجْدُها المجدُ ..وهْوَ باقٍ مَدى الدّهْرِ
وتَبْلى الأيــامُ ..وهْوَ جَديــدُ
" 2 "
الدّمُ الأُرْدنيُّ غالٍ ..ولكنْ
هُوَللنّهْرِ دائماً مَنْذورُ
كُلَّما شَحَّت المياهُ سَكَبْناهُ
غَزيراً .. حتّى تَفوحَ البُخورُ
وَيَفوحَ العَبيرُ مِنْ شهداءِ الجيشِ
فالأحمرُ الزّكِيُّ .. زُهــورُ
مِنْ هُنا تَبْدَأُ الطريقُ إلى اللهِ
وإنّا على الطّريقِ نَســيرُ
مُنْذُ كُنا وكانَ..لمْ نُخْلفِ الوَعْدَ
ولا غابَ عن مَداهُ الحُضورُ
تَوْأَمَ اللهُ بَيْنَنا ..فَهْوَ نَهْرٌ
وَحِمىً: ضِفّتاهُ نارٌ ونورُ
وَفَقيرٌ حَدَّ الخَصاصَةِ ..لكنْ
بِكَراماتِ هاشِـمٍ مَبْرورُ..
أيُّها الجيشُ يَسْلَمُ الكَفُّ والسّيْفُ
وبينَ الجُيوشِ أنْتَ الأميرُ
" 3 "
لنا يا قُدْسُ فيكِ دَمٌ زَكِيُّ
إذا يغلو ..فليس عليكِ يغلو
كَم اسْتَسْقَيْتِهِ فَسقاكِ حتى
ارْتَوى مِنْ فَضِهِ جَبَلٌ وَسَهْلُ
وَأيُّ دَمٍ سِوى دَمِنا يُلَبّي
إذا نادَيْتِ ؟ أيُّ دَمٍ يُطَلُّ ؟
لنـا يا قُدْسُ فيكِ سُيوفُ عِزٍّ
وَ راياتٌ .. وَفُرْسانٌ .. وَخَيْلُ
لنا نَخْلٌ يُطاوِلُ كُلَّ نَخْلٍ
وفيكِ لنا على الأهدابِ كحْلُ
فِدىً لِهواكِ ما بَذلَ النّشامى
وما لأعَزَّ منكِ يكونُ بَذْلُ
"أبو الثُّوّار" في الأقصى مُقيمٌ
تَحُفُّ بِهِ ملائكةٌ ..ورُسْلُ
وَ"عبْدُاللهِ" بين يَدَيْ أبيهِ
وَحَوْلَهُما من الشُّهداءِ رَتْلُ
يَلي رَتْلاً ..يليهِ سِواهُ..كُلٌّ
بِما أعطاه للأقصى يَدِلُّ