تنبيه :قد يكون حديثي مستفزا لمن لا يعرفون من الوطنية إلا ظاهرها ! .. و لا يفترضون من الكلمة الا سوء غايتها
لماذا اشعر احيانا بأننا من اكثر الشعوب التي تعاني شريحة كبيرة من شبابها، من خلل في إدراك المعنى الحقيقي لمفهومي الولاء و الانتماء للوطن ؟ اذ ترسخ في عقول الكثير منهم ان الوطنية بكل مضامينها العميقة ، الفعلية منها و المعنوية تتجسد و تختزل بممارسات قشورية بعيدة كل البعد عن لب الانتماء و فحواه، .
رفع صور لا تحصى ولا تعد على صفحات التواصل الاجتماعي لكبار شخصيات الوطن ، الحاكمة منها والمسؤولة ، التباهي بالاغاني المفعمة بالتهديد و" العين الحمرا " لمن يعادينا ، شن هجوم على المسكين الذي سولت له نفسه ان يصرح بعدم رضاه عن الكثير من سياسات الدولة واتهامه بالخيانة الوطنية والافتقار للانتماء .. ناهيك عن المعيار الاكبر: شهرة العشيرة ، الأمر الذي مازال باعتقاد الكثير يتناسب طرديا مع مدى ولائك ..ولا اعرف مالرابط بينهما صدقا ، **
انا لا انفي ان بعضا مما سبق هو جانب تعبيري لبعض الافراد عن تقديرهم لميزات هذا الوطن ..و مشكلتي ليست معه على الاطلاق كي لا يساء فهمي ،بل مع من (يمجد) هذا الجانب حد الهوس كي يثبت فخره غافلا عن بقية الجوانب الاهم و الاصدق بكثير فعليا
بالنسبة لي شخصيا _وبصراحة_ افضل ان اتباهى برفع صور عامل الوطن الذي ساهم في إحدى السنوات بجعل عاصمتنا انظف مدينة عربية! ان افخر بكلمات فيروز تلك التي تفوقت في وصف أردن العزم في حين كان اخر يشدو ب "طقطقة عظام اللي يعادينا".. ان أفخر بمن يتخطى خوفه الشخصي ليطالب علنا بمعيشة افضل لنا ،
افخر بوطنيتي حين تشتمل على ضمير يقظ لا يساير باطلا و لا يصمت عن حق !،
حين يقدم المواطن والعامل و الحاكم والمسؤول افعالا تتحدث ،خطى تتسارع، وأيد تتشابك بأخرى إنجازا، جهود تتسامى كي تميز تراب و سماء و هواء هذا الوطن عن غيره ذاك حينها هو تعبيرنا الاسمى والاعمق والأرقى عن الانتماء والوطنية اللذان لم يكونا يوما مجرد صورة ولا اغنية و لا شجرة عائلة .. بل كما الدينار الذي جمع بين وجهيه الصورة و اسم الجد الشريف و الانجاز (الثورة العربية) و القيمة !.. وجه واحد منه لن يفي بالغرض مطلقا.