برقيات من النائب باسل الملكاوي
mohammad
26-02-2014 07:06 PM
ينتابني شعورٌ بالإمتعاظِ ، من التلّون وتغييرِ الأقنعةِ، كلما رأيت قامات وشخصياتٍ كنت بالأمس ، أحسبهمْ جبالا ، وحوائط صدٍ للرياحِ العاتياتِ لحمايةِ الأمةِ والوطنِ ، شعورٌ يجْعَلُني لا أرغبُ بالعملِ والأكتفاءِ بالمشاهدةِ والإستماعِ فقط.
عندها أدركتُ بأني لم أعد أستمتع الاّ بالجلوسِ مع نفسي ، وفي أرض بين الأشجارِ ، مع اُناسٍ ليسوا من رجالاتٍ وقاماتٍ عاليةٍ بعُرفِ المجتمعِ وقياساتهِ ، ولكن راحةَ بال معهم ، فأشعُرُ بدفئِ الدم في عروقي وشراييني ، لا تحاسيبونني على شعوري،وجدت الأرضَ أصبحت حزينةٌ كحُزني ،تشتاقُ لأهلها الراحلينَ والمنقرضين ، فسندُ التسجيلِ لا يثبتُ انك من أهلها ، فالأرضُ مثلُ المرأةِ لا تعشقُ الاّ حاميها.
ليت عصافيرَ عقلي بقيت حبيسةَ رأسي ، لم تغادر لترى اُناساً ، ولم تسمع أصواتا غير صوتَ من حولي ، اللذين اخترتُ بطوعِ أمري ، لكن طائرتي هبطت بي في موقعٍ كنتُ بالأمس أحسبُهُ للأوطانِ مقياساً ، وأن بذلك الموقعِ أفراداً فيهم للأوطانِ منجاةً.
فعند أول عاصفة ٍوجدناهم يهرولون ويستنهضون "ربعهم" وحقوقهم المكتسبة ، وكانوا بالأمس ينشدون ( أمةٌ عربيةٌ واحدةٌ ذات رسالةٌ خالدةٌ ) ، فيوظفون الشعارات ويبدلون القناعات ، وكأن العشائر فقط لفئة بعينها او جماعاتٌ ، وكأننا لسنا نحن من عشائر ممتدة ايضا ، فتجد في كل المؤسسات والدوائر والاجهزه الامنية قيادات ٌمن تلك الفئات ومحرمٌ عليك اللمس او الأقتراب.
فعندما طاف وزير الخارجية الامريكي جون كيري بجولاته ، ارتفعت أصواتهم ، ليس حباً بالوطنِ او خوفاً عليه ولكن خوفاً على المكتسباتِ.
عندها شاطَ غضبا ملكَ البلادِ وكأنه يعبرُ عن إحساسِ أهلَ البلادِ ، بأن هؤلاءِ المتلونين قد عاثوا بالأرض فسادِ .
نائب مهندس باسل الملكاوي