على الرغم من الحديث الذي تواصل في الشهرين الماضيين ، حول تأجيل الانتخابات النيابية ، وكان يصدر بالضرورة عن جهات سياسية تخشى مواجهة الشارع ، فقد ظلّت قناعتنا أنّ جلالة الملك لا يمكن إلاّ أن ينحاز للديمقراطية ، وتجديد الدماء في شرايين الحياة السياسية الأردنية
. وسيتحوّل الأردن إلى خلية عمل كبيرة ، خلال الجزء المتبقي من السنة ، فالانتخابات البلدية ستكون الاختبار الأولي للشارع ، وسنعرف إلى من سينحاز المواطن الأردني في شؤونه الحياتية اليومية ، وبعدها سيأتي الاستحقاق السياسي الأوّل ، لنعرف ما هي الخيارات الوطنية التي يفضلها الأردنيون ، ويضعونها على رأس أجندتهم للسنوات الأربع المقبلة. ومن المتوقع أن تتجدد الدماء في الشرايين ، ونذكّر بأنّ القيادات الشابة التي أفرزتها الانتخابات سيطرت على المشهد السياسي في السنوات الثماني عشرة الماضية ، فمنها جاء رؤساء الوزارات والوزراء وغيرهم ، وهؤلاء سيجدون لهم منافسين جدداً هذه السنة ، والأمل أن يحمل الآتون فكراً جديداً يستوعب التجارب الماضية ولا يكون أسيراً لها. ومن المؤكد أنّ الجدل السياسي سيتحوّل الآن من سؤال إجراء الانتخابات هذه السنة ، إلى سؤال بأيّ قانون انتخابي سنخوضها؟ ومن المؤكد أيضاً أنّ الحرس القديم الذي أراد لا تكون هناك انتخابات ، سيتحوّل في دفاعه عن قانون الصوت الواحد إلى شراسة أكبر ، ولكنّنا نطمئنّ إلى أنّ هناك فكراً إيجابياً يسود الدوار الرابع ، ويرى المزاوجة بين صوت الوطن وصوت المنطقة ، ولعلّ هذه هي الخطوة الأولى للوصول إلى قانون دائم ينتهي بنا إلى نوّاب يمثلون كلّ الأردن.