حين أفتح الصحيفة غالبا ما أقرأ عن ورشات عمل عقدتها بعض المؤسسات، مع النواب تهدف لتطوير التشريعات المتعلقة بالإعلام مثلا، أو للإرتقاء في العمل البرلماني ..وأحيانا لتقيم أداء النائب وتطوير قدراته التشريعية ..إلخ .
حين تشاهد مجلس النواب، تكتشف أنه المجلس الوحيد في العالم الذي لايحتوي على لوحة فنية واحدة، مجرد حيطان من الخشب و( مكتات) مثبتة على الطاولات، راقبوا مثلا مجلس الأمن الدولي، البرلمان التركي، البرلمان الإيراني ...تشاهد أن ثمة لوحات فنية على الجدران أو لمسات تقنية أو منحوتات في الخشب، نحن بعكس كل برلمانات العالم، لايوجد شيء على الجدران ...سوى إشارات لمخارج الطوارىء .
تلاحظ أنه مكان يساعد على (الهوشات) ويستفز عصبية النائب، وأنا أقترح أنه قبل أن نعقد ورشات لتطوير الأداء البرلماني، الأصل أن نطور في شكل المجلس، من الممكن مثلا أن نضيف لوحات تحكي تاريخ الأردن على الجدران، من الممكن أن نضع شراشف (كشكش) بلون خمري على طاولات السادة النواب، أنا لا أنصح( بالبلالين) أبدا.
من الممكن أيضا ..أن نضع الورد على طاولة الرئيس، مثل البرلمان الإيراني فمن المستحيل أن تعقد جلسة دون وجود الورد، وتلاحظ أن الورد يغطي غالبا نصف وجه الرئيس لدرجة ..أنك تشعر أنه يتحدث وهو خارج من ضمة الورد، تخيلوا عاطف الطراونه محاط بالياسمين والدحنون ويتحدث من خلف باقة ورد .
وحتى نكون مع عملية تمكين المرأه، وإعطائها حقوقها ..لا ضير في أن ندهن مقاعد النساء من النواب (بالزهري) ...
وترسيخا للهوية الوطنية، من الممكن أن يتم تركيب (مركى) على كل كرسي حتى يبتعد الملل عن السادة النواب، في جلساتهم الطويلة.
قبل أيام زارني، صديق عربي مقيم في لندن، قلت في داخلي سأصطحبه لمجلس النواب كي أريه أهم وأبرز معالم البلد، وحين كنا نجلس في الشرفة ...سألته عن رأيه بفخامة المكان وجماله ..فكان منه أن قال لي :- في برلمانات العالم كلها ..تستطيع أن تحدد هوية المكان من خلال الرسومات والمنحوتات والشكل الفني للمكان، ..قل لي أيضا :- حين تدخل البرلمان الألماني تفاجأ بأن الألمان، أنفقوا ملايين الدولارات لغرض واحد هو المحافظة على كتابات الجنود الروس الذين حين دخلوا البرلمان في الحرب العالمية الثانية, كتبوا أسماء عشيقاتهم واسماءهم على الجدران ...لدرجة أن الحكومة الألمانية وضعتها خلف زجاج مفرغ من الهواء كي تحافظ على الذاكرة ولا تجعل الجيل الحالي ينسى الهزيمة .
ولكن حين تنظر لهذا البرلمان تكتشف أن النجار وعامل الموبيليا مهرة فقط ..
فعلا برلماننا يحتاج لإضافات، مهمة ..فجمال الوجوه التي تجلس لم يعد يكفي نحتاج لشيء يحدد هوية المكان ...ويزيدها جمالا .
الرأي