وفقا للإعلانات في جميع الأنحاء والزوايا ووسائل الإعلان والإعلام فان عيد الحب وسيلة مناسبة لتبادل الهدايا مع المحبوب والتعبير عن ما في النفوس من مشاعر تخليدا لشهيد الحب فالنتين. ووفقا لمعنى الحب وجدوى التعبير عنه وقصص العشق والغرام والمحبة الشديدة، أقف مع محاولة تخليد الحب الحقيقي في النفوس بعيدا عن الجنس والمتعة والاستغلال والانسياق وراء العاطفة.
نعم ونعم الحب والعشق عالم جميل وموجود ولا يمكن تجاهله، نعم ونعم الحب عالم متدفق ودائم وجذاب، ولكن مع جملة الانسياق وراء استغلال المناسبة لتسويق المنتجات، فان الحب يتحول إلى مجرد وسيلة عابرة ويوم لا يدوم أكثر من لحظات تتحول بعدها الوردة الحمراء ومشتقات وسائل التعبير عن الحب من سلعة مرتفعة الثمن إلى مجرد بقايا من احتفال.
نعم بعد مساء يوم عيد الحب تصبح الهدية في المحال التجارية لا قيمة لا ويتم التخلص منها فورا، فهل يذهب الحب مع مضمون ذلك ؟
نرجع ونحن إلى العشق الحقيقي والغرام المتأجج وقصص اللقاء والفراق والدموع والأفلام وكتب الغرام الشبابي والكثير مما تبقى في الذاكرة للحب الأول وروايات اكتشاف عالم الحب، فهل ما يزال الحب كما هو ؟
انظر إلى الأجيال الفتية وارى التردد والسطحية في مشاعرهم تجاه العديد من مواقف الحياة واهما الحب وربطه بالتضحية والفداء والصبر وكتمان السر، وأتمنى لو تتاح لي الفرصة لحوارهم (وسوف أسعى جاهدا لذلك) حول مختلف القضايا المتعلقة بالحب وعالمهم من خلاله.
نعود إلى السياسة وأحداثها وسرقتها لمفهوم الحب بين البشر واستعمال أدوات الدمار الشامل في طمس معنى الحب من القلوب واستخدام الحب التجاري والمرتبط بالمصلحة وتوابعها الأخرى.
فعلا عيد الحب قاسم مشترك بين الجميع في العالم للاحتفال به، رغم كل الاعتراضات عليه، ولكنه أليس من البديهي أن يتغلب الحب على كل المشاكل وتنتهي المأساة بعودة الحبيب إلى حبيبه ؟
في عيد الحب: ترى ما يمكن أن نقول ؟ أو نصنع لأجل الحب ؟
لا نستطيع إلغاء الفكرة من عقول الناس أو تجاهل الأمر، فهل نجد متسعا للبحث عن تلك الفتاة المتيمة بالفتى والغوص في معنى الحب الجديد في عصرنا المعاصر والبحث عن وسيلة للاستفادة من عيد الحب للتعبير عن حبنا العربي ؟
أحيانا كثيرة يدهشنا ويصدمنا اعتقاد الطرف الأخر من الأجانب بأننا لا نحب أو نعرف الحب أو نمارس طقوس الحب، فهل ذلك صحيحا ؟
في عيد الحب ن علينا أن لا نخجل من الحب، بل علينا أن نثبت للآخرين أننا نحب أكثر وأكثر، لكن كيف ؟ ، اترك هذا السؤال عزيزي القارىء للمسافة بين عيد الحب والأخر ومواسمه المتجددة بالاحتفال علنا نجد الإجابة المناسبة !
fawazyan@hotmail.co.uk