"أبو الارهاب الحديث" .. مطلب شبابنا الأول!
د. وليد خالد ابو دلبوح
23-02-2014 02:56 AM
"أبو الارهاب الحديث" ... الأكثر شعبية بين شبابنا!
عجبا ... عجبا ... شباب "البنكس" ... الشباب الملتحي ... "شباب مدريد" ... "شباب برشلونه" ... شباب الفيصلي والوحدات ... شباب "الكوول .... وشباب الدحية" ... شباب الجينز ... وشباب الدشداش ... قد يختلفون في كل شي ... ولكن يلتقون اليوم فقط ... عند ... سيد قطب!!!
تفيد ادارة المكتبات في الجامعة الاردنية الى هذا المنحى من زيادة اقبال الشباب تجاة الدراسات الاسلامية والادبية ... حيث يأتي سيد قطب وفيكتور هوغو الاكثر شعبية واقبالا ... بين شبابنا!
سيد قطب .. الذي صورته كثير من صور الاعلام الغربي على انه ... "أبو الارهاب الحديث" .. قبل أن يدحض هذه الادعاءات الباحث الأمريكي جون كالفرت أستاذ التاريخ بجامعة كريجتون الأمريكية في كتابه الصادر حديثاً والمعنون بـ " سيد قطب وأصول الراديكالية الإسلامية"... ونشر كتابه بعد 9 سنوات من احداث سبتمبر 2001.
بغض النظر عن رأينا في هذا الرجل .. فاننا لا نستطيع أن ننكر ... أن القوة الفكريه التي زرعها خاصة قبل عقود ... وقبل اعدامه ... لها رواجها وشعبية ... من غير تسويق ... وان المحاولات الحثيثة – الخارجية والداخلية منها - لتغيير المناهج وتفريغها من عنوانيها الوطنية والتاريخيه والدينية ... ستفشل في زمن العولمة وثورة المعرفة والاتصالات.. اذ تبين ان ابو الارهاب ... حبيب الكل بين شبابنا .. ولن يستطيع أحد بالاكراه منعهم عنه!!
ومن هنا نستطيع أن نستنتج مايلي:
1. "انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون": سيحفظ الله هذا الدين بعنايته ... ولو اجتمع الانس والجن على مكافحته ومحاربته ... فعندما تتدخل العناية الالهية في أمر ... عندها ... عانت الوجوة للحي القيوم ... وعندها ايضا ... كان شيئا مقضيا ... فمن منا كان يظن ان "أبو الارهاب الحديث" .. هو "حبيب الكل" بين شبابنا اليوم؟!!
2. يجب اعادة النظر في مناهجنا التاريخية والدينية .. لأن تغييب رموز مثل صلاح الدين الايوبي وخالد بن الوليد ... وغيرهم مما كان لهم الدور الرئيس في وجودنا هنا اليوم وتكوين هويتنا ... سيكون له الاثر السلبي البليغ حيث سيضطر الكثيرون اللجوء الى شتى وسائل المعرفه والاتصال ... لمعرفة سر هذا "محظور" ولماذا محظور ... والاخطر ان تتبع وسائل "متطرفه" تؤثر في فكر شبابنا ... ومن هنا فلنبرزها كما هي وتحت انظارنا امام شبابنا... حتى نضيق الفجوة بينهم والاهم من ذلك ... حتى نعرف كيف يفكرون وأين هم ذاهبون!
3. الأمن اليوم .. أصبح معقد جدا في التتبع والتقييم ... لان فكر الشباب لا تسطيع أن تقييمه من خلال ملبس او قصة شعرة شبابنا وشاباتنا ... فقد يكون احد شبابنا من اكثر المعجبين ب هيفاء وهبه في الظاهر .. ولكنه ايضا ... أكثر المعجبين في سيد قطب في الباطن!!
الخاتمة: المطرب المحارب ... فضل شاكر ... مثال حي!
من منا كان يظن أن فضل شاكر .. سيكون محاربا مقاتلا يوما ما؟! يحمل السلاح وزعيم جماعة اسلامية اليوم!! كيف كان يفكر ... وهو في أوج عظمته وهو مطرب العصر يوما ما؟ هل كانت هذه القوة الفكرية هذه متنفذه فيه .. حتى وهو في أوج عطائه مع "يارا"؟ أين كانت مختبئه حينها .. ويارا في "حضنه" ؟ هل من الممكن أن يكون ميسي ... من قراء سيد قطب يوما ما؟ هل سيكون رونالدو داعية يوما ما؟ ... لا نعلم .. فالامر مع صاحب ... كل يوم هو في شأن!!
الدولة التي تستطيع قراءة القوة الهيكلية الفكريه اليوم ... هي من تملك صمام الأمن من خاصرتها... هي الدولة الأقوى أمنا في العالم .. وبلا منازع ... حتى ولو لم تمتلك سلاحا نوويا واحدا .. أوحتى ... نصف دبابة!!