غيب الموت امس السبت الثاني والعشرين من شهر شباط 2014م استاذنا الجليل الشيخ المعلم عبدالكريم الغرايبة شيخ المؤرخين الاردنيين والذي حظيت بدراسة التاريخ الحديث على يديه خلال مراحل دراستي الجامعية كلها ابتداء من مرحلة البكالوريوس ومرورا بمرحلة الماجستير وانتهاء بمرحلة الدكتوراة .
وفي مرحلة الدكتوراة كان احد الذين ناقشوا رسالتي وشاركه الاستاذ الكبير عبد العزيز الدوري رحمه الله والاستاذ الدكتور الفاضل علي محافظة واستاذنا الجليل محمد عدنان البخيت الذي اشرف على الرسالة وكان ذلك عام 1993م عندما وقف الدكتور الغرايبه في نهاية المناقشة وقال مبروك يا دكتور جور ج وهي المرة الاولى التي اسمع فيها لقبي على لسانه .
لا اريد الحديث عن سيرته الاكاديمية ودراساته وابحاثه فقد اصدر منتدى عبد الحميد شومان كتابا قبل عدة سنوات يؤرخ لمسيرته الطويلة بمناسبة بلوغه الف شهر من عمره المديد،ولكن ما اود الحديث عنه هوبعض ماتختزنه الذاكرة مما تعلمناه من استاذنا الكبير عبد الكريم الغرايبة والعبر والدروس المستفادة.
لقد تميز استاذنا بحرصه التام على مصلحة ابنائه الطلبة حتى انه لم يكن يضيع فرصة فيها مصلحة لهم دون الاستفادة منها كما انه لم يأل جهدا في الاخذ بايديهم وانارة الطريق امامهم نحو المعرفة وغرس مبادىء المنهج العلمي القويم في الدراسة والبحث والتنقيب ،ولم يبخل علينا يوما بمعلومة او اجابة على اي استفسار او سؤال باسلوب جاد لا يخلو من المرح المبني على الود و الاحترام والنقد البناء .
كان الدكتور الغرايبه ومازال يفاخر الدنيا بانه يعمل معلما ويعتبر هذه المهنة من اقدس المهن ومازال وقد غرس فينا حب المهنة واحترامها بغض النظر عن مدخولاتها المتدنية وعدم تقدير الناس لها .
ولانه قريب على قلوبنا كنا نشرح له مشاكلنا ...وكنا نعتبره الاب والاخ الكبير الناصح الامين ...ولم يبخل علينا بشيء ...لقد احبنا ....وأحببناه ...وكان يستقبلنا في بيته ويستضيف قسم التاريخ كله في بيته بعد انتهاء دوام الجامعة في نهاية العام ويتيح لنا فرصة تبادل الحديث مع اساتذتنا حول القضايا المحلية والعربية والدولية .
الاستاذ الدكتور الغرايبة قامة علمية كبيرة ويعد واحداً من جيل العلماء العمالقة كان وفيا وذا خلق عال..... إخلاصه مطلق... ووطنيتهُ صادقة..... والعروبه كانتسارية في عروقه .... جعلت منه نموذجاً يجدر بالجميع السير على خطاه رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جنانه وانا لله وانا اليه راجعون .