لكن التعليم يزرع ويصنع وطنا .. *احمد القراقعة
22-02-2014 02:45 AM
لربما هي المرة الأولى التي أكتب بها وأنا أحمل نية نشر ما أكتب
" الزراعة تسد الجوع والصناعة توفر الاحتياجات ، لكن التعليم يزرع ويصنع وطنا .."
لم أجد أفضل من مقولة جلال عامر لأبدأ بها سرد قصة ، لربما يوما ما ستنتج لنا شبابا يزرع ويصنع أوطانا بداخل أجيال المستقبل ..
لم أتوقع أننا نملك هذه النوعية من التعليم في جامعاتنا أو حتى في عقلية مثقفيينا !
..
بدأ حديث صديقي ليسرد لي قصته التي عاشها في أحضان الجامعة الأم الجامعة الأردنية ، هذا الصديق الذي لم أعرفه الا شابا وطنيا بكل ما للكلمة من معنى، هذا الشاب الذي لطالما مثّل الشباب الأردني في المحافل والأدوار الميدانية والتغطيات الإعلامية وكان قائداً صغيراً في نطاقه الذي تتطور مع تقدمه عاما تلو الآخر ، هذا الصديق الذي لستُ قادراً على ذكر اسمه او تفاصيله ، لأني أعلم أن المجتمع لن يرحمه وان كان جميع من عرفه يعلم أنه من قلة تُعَدُ على الاصابع في وطننا العزيز.
صديقي الرائع اعترف لي البارحة بأنه كان يمر بفترة حرجة كادت أن تودي به لنهاية هي أبعد ما يكون عمّا تتوقعه لمثله من الشباب ، كاد أن ينتحر خوفاً من أن يدفن وهو حي بعد فقدانه للثقة والدراسة وكل شيء !
صديقي الذي يدرس أحد أكثر التخصصات رغبة ورقي في مجتمعاتنا كان ضحية لخنجر لطالما أضاع شبابنا ، هذا الصديق كان قد غرق في غياهب التعاطي وما تحمله هذه الأجواء من إدمان للشرب والإنحراف للتعامل مع الجنس الآخر خارج الإطار .
لن اطيل كثيرا هو بحمد الله بعد أن استفاق وكان يستحيل عليه مواجهة أهله وعائلته وحتى نحن وأنا أعز أصدقائه ، واجه عائلته في الجامعة ، الأساتذة و الدكاترة الذين لست أعلم أياً منهم قبل حديثه لي.
هم كثُر من احتضنوه منهم ، تَلمَست دموعي وهو يصف لي كيف كانوا يستقبلونه
برغم أني مدمن للأفلام الدرامية ، إلا أن هذه القصة التي سمعها قلبي لا أذني كانت تأسر كل الأحاسيس التي أحمل.
ماكتبته كان لأصل الى هنا للجزء الذي سأشكرهم به على انقاذ شاب كان يستحق الفرصة التي منحوه اياها بعدما كان على حافة الهاوية وخسارة سنواته الدراسية لكنهم لم يقفوا صامتيين أمام ما كان يحدث عندما عاملوه معاملة خاصة لوعيهم بأن مشكلته هي أمر جلل، سأشكر بها رئيس الجامعة الدكتور خليف الطراونة ونوابه سأشكر الدكتور عميد شؤون الطلبة وعميد كليته سأشكر تلك الدكتورة التي احتضنته كأمه ، أشكركم باسمي واسم الشعب الأردني كاملا لانكم لم تروا التعليم في التلقين ، لم تروه في الشهادات ، كانت نظرتكم أوسع واجمل كنتم ترون في التعليم شباباً هو الجوهر كنتم ترون في التعليم وطناً كاملا حرصتم على انقاذه بانقاذكم لهذا الشاب وآمل انكم سائرون بهذا السبيل لإنقاذ شبابنا ، لإنقاذ مستقبلنا ، مستقبل وطننا.
لستم تعلمون هويتي وهذا غير مهم المهم هو ، شكرا لكم.
لكن التعليم يزرع ويصنع وطنا ..
في هذا المقال أسرد قصة صديقي التي أخبرني تفاصيلها البارحة ، لم أستطع التعريف بنفسي لانه صديقي وبالتالي سيعلم من انا وسأترك خيطا لمعرفة صاحب القصة ، لذلك خوفا عليه من الأذى فضلت الارسال من هنا ودون اعلان هويتي شكرا لتعوانكم .
لانكم بنشرها ستكونوا كما الرائعون في القصة تصنعون وطنا من خلال استخدام الاعلام على واجهتكم لعل هناك من الطلبة من يقرأ ليستفيق ويثق بهذه الجامعة.