الوعي المبتور .. *ناهض الوشاح
mohammad
22-02-2014 02:16 AM
ثمة حُب يشبه الحقيقة وثمة حقيقة تحملها لنا الكتب الرائعة ويُخبئها لنا صبي الأسرار في جعبته ليركض بنا الأستاذ خيري منصور صوب كتابه ( الاستشراق والوعي السالب).
من قال إننا أمة لا تقرأ فقد لغا وجود كثرة العقول الحرة التي أنجبتها أرحام الشقاء والحزن المعلّق على من ماتوا وقتلوا وصلبوا في سبيل رمي حجارة الأفكار الجديدة على وجه الواقع الآسن أمام قطيع يُساق إلى ترديد ما يسمع ... ويصدّق ما لا يقرأ .
الأفق الواسع ... التاريخ الطويل ... الزمن القادم ... خيانات نتوهم أنها كافية لتفادي طعنات تُبهرنا ونحن نتقمص دور الجنرالات التي تتغاضى عن بيع الوطن مخافة إراقة مزيد من الدماء الوطنية .
ثورة في وجه القول الثابت والعقول الضيّقة تسلل عبر المناخات المحمومة بصناعة جيل من القطيع الإلكتروني وهذا ما يرويه رجل كبير في كتاب صغير ... الاستشراق الأمريكي جاء مرتبطا بالعلم أكثر من ارتباطه بالإنسانيات .
_حيث أصبح واضحا لكل من يرى ويتمعن أن مركز العواصف ومنطقة الأعاصير في هذا القرن وفي السنوات المقبلة هي الشرق الأوسط تحديدا ... ليجد العربي نفسه منفيا عن نفسه ،ينظر في مرايا مُهمّشة فلا يكاد يرى إلا مُسوخا.
هل كبرت حقا يا رجل الأسرار لتعيد علينا قصة غيلان الدمشقي الذي قُطّعت أوصاله من أجل أفكاره ... رئيس يقتل من أجل الحكم وشعوب ترضى بالذل من أجل أمان يركض بها صوب عقاب يبحث عن جريمة في شرق ما زال يُعاني من جوع وأمراض مزمنة وموت مبّكر وجهل يتربّع على رأس حرية محذوفة .
لا أزال أذكر مادة التاريخ التي كنا نأخذها في المدارس والتي كان محتواها أسماء البلاد وانتصارات جنكيز خان ونابليون ... لكنها لم تذكر لنا مخطط روزفلت بأمركة العالم ومهنة الاستشراق ضد الشرق وضد الإسلام .
هل نُعيد قراءة التاريخ ونسير بطريق مسقوفة بنجوم مثل خيري منصور أم نعيش كموتى في هذا العالم ... لوحات سريالية لهياكل عظمية كانت تحلم بالحب والعيد والبحر والسفر !
إن أردنا النجاة لا بد من قراءة ما لم يُقرأ وكتابته بطريقة تجعل من رؤوسنا مرفوعة وقلوبنا نابضة بوعي يليق بسحق تهمة الغرب لنا أننا شعوب بربرية .