في نهاية الخمسينات كان الزميل الأستاذ طارق مصاروة له برنامج إذاعي بعنوان : يا أهلنا في الشمال ... يهاجم فيه الوحدة بين مصر و سوريا ( الجمهورية العربية المتحدة ) و مقالتي اليوم عن (الشمال) أيضاً الذي له مكانته في حياتنا و تراثنا الشعبي .. فالهوى الشمالي يغير اللون في الدبكة الشعبية .. و من الشمال الرائعة هذا جاء عز الدين القسام من قرية ( جبلة ) قرب اللاذقية في الشمال السوري و جاء سعيد العاص و فوزي القاقوجي ليشعلو الثورة الفلسطينية الكبرى العام 36 من القرن الماضي , و جاء من هذا الشمال الجميل البطل أحمد الدقامسة الذي ( دوخنا ) أنا و زملائي معظم يوم الخميس الماضي و نحن نبحث عنه و أخيراً وجدناه في قرية أم اللولو .. لكنه كان سجيناً و على مدار سبعة عشر عاماً .
بعد دقائق قليلة و نحن نتجاذب أطراف الحديث مع مدير السجن و نائبه في مكتبه أطل علينا من الباب شاب وديع للغاية و كأنه حمامة فوقفنا لهذا البطل جميعنا و تعانقنا طويلاً الدكتور أحمد العرموطي نقيب الأطباء السابق و الدكتور موفق محادين رئيس رابطة الكتاب و المهندس شكيب عودة الله عضو مجلس نقابة المهندسين و الدكتور مناف مجلي رئيس لجنة مقاومة التطبيع و المحاميان فيصل الخزاعي و عمر البصول عن نقابة المحامين و مُضر العبادي عن نقابة الجيولوجين و محفوظ جابر عن رابطة الكتاب و كاتب هذه السطور .
سعدنا جميعاً بلقاء جميل و ودود جداً و الذي كان لي شخصياً بمثابة حلم و قد تحقق لهذا البطل و على مدى نحو نصف ساعة .. و من جملة ما قاله أحمد لنا : لست نادماً على ما فعلت و بوصلتي الأولى هي فلسطين .. فلسطين الكاملة كلها .. و الحل بتوجيه البوصلة لإنهاء الوجود للإحتلال الصهيوني في فلسطين .. و يجب إلغاء معاهدة وادي عربة التي لم تجلب لنا السمن و العسل و لم تحول بلدنا الى سويسرا كما وعد مروجوها .. معنوياتي عالية و هي في ارتفاع مستمر .. المهم أن يعيش الإنسان عزيزاً كريماً و ما الحياة إلا وقفة عز و كرامة ..
شكر النقابات المهنية الأردنية بشكل خاص متمنياً إبلاغ سلامه الى الدكتور سفيان التل و المحامي حسين مجلي ( أبو شجاع ) و مازحه أحدنا نسيت المحامي صالح العرموطي فابتسم قائلاً لم أُنهي كلامي .. و الأستاذ صالح العرموطي ( أبو عماد ) أيضاً .
في الختام ودعنا البطل ( أحمد ) و من هذا المنبر اتمنى و زملائي النقابيين إطلاق سراح البطل أحمد الدقامسة الذي يحتاجه شعبه في هذه الظروف القاسية و المؤامرات التي تُحاك لأمتنا و قد آن الآوان لهذا القرار التاريخي لأن يعلن ليعود أحمد الى أمه و زوجته و أولاده و شعبه و وطنه حراً طليقاً في هذه الدنيا الواسعة و الجميلة أيضاً .