الجمعة، فسحة للدين والدنيا .. الدكتور طارق أحمد عمرو
21-02-2014 11:05 AM
أغتنم فرصة هذا الصباح المبارك من يوم الجمعة لأتوجه الى الله العلي القدير أن يحفظنا جميعا من كل شر وأن ييسر لنا كل خير وأن يجلل بلدنا الطيب وشعبنا الكريم بأثواب العافية.
يوم الجمعة يوم مبارك خلق الله تعالى فيه آدم عليه السلام وأسكنه الجنة وجعله خير يوم من أيام الأسبوع، وتتخذه معظم الدول الاسلامية يوم عطلة-لاأحبذ التسمية لاشتقاقها من العطل والأفضل اجازة- رسمية تتوقف فيه الدوائر والمؤسسات عن العمل ويخلد فيه المواطنون للراحة بعد عناء أسبوع كامل من العمل والكد، وتؤدى فيه عبادة جليلة وشعيرة عظيمة هي خطبة وصلاة الجمعة،،
نعم، يوم الجمعة كذلك فرصة للتواصل مع الأهل والعائلة، والترفيه عن النفس بشئ من التسلية البريئة التي لابد لكل كائن بشري أن يحصل على نصيبه منها:"وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله اليك"، يحتاج المرء منا وعائلته الى تغيير لرتابة أسبوع كامل من العطاء والانجاز المتواصل والذي سوف لن يستمر اذا لم تشحذ النفوس وتستريح الأبدان والأجساد في يوم من أيام هذا الأسبوع؛ فليس بالخبز وحده يحيا الانسان،،
نعم، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"ان لبدنك عليك حقا، وان لأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه"،،
كما يستنكر الشرع المطهر اهمال حاجات النفس وأدوات ترفيهها وتسليتها بالمتاح المباح؛ اذ أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على ثلاثة من الشباب المتحمسين للدين وشعائره حماسة خرجت بهم عن حد الوسطية والاعتدال ما بين محرم للزواج على نفسه، وصائم أبد الدهر، وقائم لليل كله دون نوم يفي جسمه حقه من الراحة!!
أنكر النبي صلى الله عليه وسلم هذا الغلو والتشدد وقال:"من رغب عن سنتي فليس مني"،،
نعم ان من سنته صلى الله عليه وسلم ايفاء هذا اليوم - يوم الجمعة - حقه من العبادة وحضور الخطبة والصلاة وتلاوة سورة الكهف، كما ان من سنته صلى الله عليه وسلم الالتفات الى شؤون الأسرة والترويح عنها بما يعين على الطاعة والعبادة،،
هذا هو منهج الوسطية والاعتدال في جميع الشؤون الدينية والدنيوية، والذي هو خاصية هذا الدين وتلك الأمة، قال تعالى:"وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا"،،
وكل جمعة ونحن وأبناء وطننا الغالي بخير وعافية وبركة.