في ظل عدد حوادث السير المتزايد على طرقاتنا و بخاصة الخارجية منها ، فان اللائمة نضعها دائما على سائق تهور او سيارة اصابها الخلل ، و لم يتم التطرق ابدا الى نوعية و جاهزية الطرقات لاستقبال هذا الكم المتزايد من حركة السير عليها ، اضافة الى ما نلمسه جميعا اثناء القيادة و خاصة في فصل الشتاء من تجمعات للمياه و الاضطرار لفتح المناهل في الطرقات، تلك المناهل التي تتحول الى مصائد للسيارات و تلحق بها الضرر ايما ضرر.هذا الحال يستوجب التفكير الجدي لانشاء شركة عامة للطرق، ترفع عبء الصيانة و الادامة عن كاهل وزارة الاشغال العامة ، بحيث تتولى الشركة المبتغاة اعمال الصيانة اللازمة و ربما اعادة انشاء بعضا من طرقاتنا و تاهيلها بمعايير هندسية مناسبة .

و لضمان استمرارية هذه الشركة فان فرض رسم مرور على الطرقات الخارجية اسوة بالعديد من دول العالم و منها دول عربية مثل تونس و المغرب و مصر، بحيث تحقق هذه الشركة دخلا ملائما يغطي اعمال الصيانة ، و كذلك يمكنها من مد يد العون للبلديات لتحسن مستوى الطرق الداخلية فيها.

ان المردود المادي المتوقع لعمل مثل هذه الشركة اذا ما سخر في اتجاهاته الصحيحة من شأنه ان يخفض فاتورة استيرادنا من قطع غيار سياراتنا التي تخوض يوميا ما هو اشبه بسباقات الحواجز و القفز عنها و عبور الخنادق ، اضافة الى حماية ارواح مستخدمي الطرقات و التي هي اثمن من السيارات و قطعها.

مع التذكير ان الشركة المنشودة يجب ان تكون خاضعة للمسائلة ، و ان تكون اعمالها مشمولة ببوليصة تأمين ضد اية اخطار قد يتعرض لها مستخدم الطريق نتيجة أي حادث سببه الاخطاء الهندسية في الانشاء او الصيانة.