بَيْنَ رُؤْيَة تَتَحَقًقْ و قِرَأَتْ المُسْتَقْبَل
21-02-2014 02:20 AM
أَتَذَكًرُهَا و كَأَنًهَا رُؤْيَة في الضُحَى...فإسْتَيْقَظْتُ مِنْهَا على اصوات الآذان التي كَسَرَتْ صَمْتَ الًليلْ الرَمَضَاني فَجْأَة، فَجَلَسْتُ في الفِراشْ لِمُدًة خَمْسَةْ دَقَائِقْ مُفَكِراً بِمَا يَكونْ مَعْنَى و مَغْزَى ما رَأَيْتُهْ بالحُلُمْ لِلْتَوْ، الله ربي مِنْ جَمَالْ حَديقَة خَلْفِيَة لِمَسْجِدْ او كَنيسَة كُنْتُ جالِساً بِها وَسَط جُموعْ تَرْتَدي لِبَاسْ تُراثي قَديمْ كالذي نَراهُ في الأَفْلام التاريخية، كإِنْسَان مَسيحي مُؤْمِنْ بِديانَتي و يُبَشِرْ قَلَمي بالسَلامْ و المَحَبَة بين الدِيَانَاتْ السَمَاوِيَة شَعَرْتُ بِنَشْوَة جَميلَة جدا و راحة لَمْ يَسْبِقْ انْ شَعَرْتُهَا بِحَيَاتي مِنْ قَبْل و أنا اتًكئُ مع إخْوَة مُسْلِمينْ في مكان يُسَبِحْ الخَالِقْ عَزً و جَلْ، و كُنَا نَتَنَاوَل طَعَامْ الإفطار الرَمَضَاني في مَسَاءْ هادئ جَميلْ، كان جدار الحَديقَة مِنْ حَوْلَنَا مُزَيَنْ بِنَبَاتْ أَخْضَرْ مُتَسَلِقْ جَميلْ و كُنَا جَالِسينْ على أَدْراج مُنْحَدِرَة وَسَطْ بِرْكَة مَاءْ تَتَضَمًنْ نَافورَة مِيَاهْ مُتَوَسِطَة الحَجْم، و كان يَطْفو على وَجْه ماء البِرْكَة وَرَقْ وَرْدٍ نَهْدي الًلونْ و احْمَرْ و وَرْدي مِنْ أَجْمَلْ ما يَخْلِقْ الله مِنْ وَرْد و جَمَالْ...بَلْ كُنْتُ جَالِساً بِجَنًةٍ مِنْ الجِنَانْ الرَحْبَة و الواسِعَة، و كَانَتْ بِجَانبي جَميلَة مِنْ الجَميلاتْ تَأْكُلْ تارة لُقْمَة مِنْ طَبَقْ طَعَامَها و تارة تَميلْ لِجَانِبي و كأنها بِوِدٍ مُطْلَقْ لِوُجودي، كُنْتُ أَبْتَسِمْ لها مِنْ حين لآخر و أُبَادِلَهَا الوِدْ الجَميلْ، و كَانَتْ مُحَجَبَة و تَتَلَوًنْ ثيابها بين النَهْدي و الأزرق الداكِنْ و بَشْرَتُهَا حِنْطِيَة نَاعِمَة و جَذابَة، و كَانَتْ مُقَابِلي تَجْلِسْ إمْرَأَة على ادراج البِرْكَة تَرْتَدي ذات الألوان التي تَرْتَديهَا الحَسْنَاء بجانبي، و لم تَكُنْ مُجَامِلَة و وَدودَة بِنَظَراتِهَا لي و كانَتْ تَغْمِزْ لِلْحَسْنَاء بجانبي و كَأَنًهَا تَرْفُضْ وجودي،
حَلِمْتُ هذا الحُلُمْ مُنْذُ سَنَتَينْ تَقْريباً أَثْنَاءْ مُراسَلَتي لِعَدَدْ مِنْ المُنْتيجينْ في مِصْر، و بالذات اثناء إلْتِمَاس قَدًمْتُه لِمُنْتِجَة مِصْرِيَة مَشْهورَة و مَعروفَة حَيْثُ كُنْتُ أَلْتَمِسْ مِنْهَا ان تَنْظُر بِأَمْر مُعَالَجَة دَرامِيَة أَرْسَلْتُهَا لَهَا تَتَضَمًنْ رِسَالَة مَحَبًةْ و سَلام للأديان السَماوِيَة الثَلاثَة، و حَيْثُ كُنْتُ أَطْلُبْ ان تكون الفَنَانَة يسرا بَطَلَة مِنْ بَطَلات رواياتي، و لَكِنْ لَمْ يَأْتيني الرَدْ على رَسَائِلي، و بَعْد شَهْر مِنْ مُراسَلاتي حَلِمْتُ هذا الحُلُم و كأنً السَمَاءْ جاوَبَتْني و فَسًرَتْ لي ما رُبًمَا قَدْ جَرى مَعْ هَذِهِ المُنْتِجَة و ماذا قَدْ أَنْتَظِرْ مِنْ مشواري بمصر، فَشَعَرْتُ بأن الراحة التي كُنْتُ أَشْعُرْ بها تَعْكِسْ رَغْبَتي الشَديدَة بالخَوْض بهذا المَشْروع الدرامي في مصر، و انً السَيِدَةْ التي كانت تميل بِوِدٍ الى جَانِبي كَانَتْ رُبَمَا فَنَانَة مِنْ الفنانات التي قَرَأَتْ هذا العمل و كَانَتْ تَرْغَبْ بالتَعَامُل معي و لَكِنْ التي كانت تَرْفُضْني رُبَمَا كانت ترَمُزْ لِتِلْك المُنْتِجَة التي لَمْ تَتَعَاوَنْ مَعْ نداءاتي و الله أَعْلَمْ منا جميعا، و إجْتِمَاعي بالحُلُمْ بِحَديقَة مَسْجِدْ او كَنيسَة بإفطار مَعْ مُسْلِمينْ رُبَمَا تَعْكِسْ رَغْبَتي بأن ترى هَذِهِ المُعَالَجَة الدرامية النور لِأَنًهَا تَتَضَمًنْ رِسَالَة سلام و مَحَبًة لِلْمُجْتَمَعْ، و الغَريبْ بالأمر أنًهُ لِهَذِهِ الًلحْظَة و بَعْد سَنَتَيْن مِنْ هذا الحُلُمْ الى هَذِهِ الًلحْظَة لَمْ أُوَفًقْ مَعْ جِهَة انتاجية بمصر إطلاقا!!! و كأن الذي رَأَيْتُه لَيْس حُلُمْ بل رُؤْيَة في فَجْر رَمَضَاني تَنَبًأَتْ بالكثير و أَخْبَرَتْ بأن المشروع الذي كُنْتُ أسْعَى بِهِ لَنْ يرى النور أبدا بالقاهرة مَعْ أَسَفي الشَديدْ...
كَثيراً مِنْ الأَحْيَانْ قَدْ نَحْلُمْ بِأُمورْ تَتَحَقًقْ بَعْد يوم او يَوْمينْ مِنْ زَمَنْ الحُلُمْ، و قَدْ أَخْبَرَني مُنْذُ بِضْعَةْ سِنينْ رَجُلْ أَشْيَبْ الرَأْس لَهُ مِنْ الخِبْرَة بالحَيَاةْ الكَثيرْ أنً كُلًمَا كان الحُلُمْ أَقْرَبْ لِوَقْت الضُحَى و الفَجْر او بَعْد سَاعَة مِنْ الشُروقْ كُلَمَا كان اقرب لِأَنْ يَتَحَقًقْ، و إذا تَضَمًنَ دِمَاءْ حَمْراءْ فإنً نِسْبَة تَحَقُقَهُ تَكَادْ ان تكون صِفْر، سُبْحَانْ الله بِهَذِهِ الرُؤَى البَشَرِيَة التي مازالت عِبَارَة عَنْ مُعْضِلَة يَجْتَهِدْ بِأَمْرِهَا الكثيرين و حتى يُجَاهِدوا لِيُفَسِروا أَمْرَها العُلَمَاءْ...و لَكِنْ وَصَلْتُ الى يَقينْ بِأًنْ عِلْمَهَا بالكَامِلْ عِنْدَ العَرْش الرَبَاني سُبْحَانَهُ و لَنْ يَصِلْ الإِنْسَانْ لِتَفْسيرٍ مَنْطِقي لها بِمَعْزَلْ عَنْ سُبْحَان الله رَبْ البَشَرْ جميعا،
فِإِذا كَانَ الله مَصْدَرُهَا و مُفْتَاحْ حَلًهَا هَلْ سَنُصَدِقْ مَنْ يَدًعونْ أَنًهُمْ يَقْرأونَ المُسْتَقْبَلْ عَنْ طَريقْ الشَدًة بِشَتًى أَنْواعَهَا و الذين إنْتَشَروا مُؤَخَراً على المَحَطًاتْ الُلبْنَانِيَة و العَرَبِيَة؟ هَلْ نُصَدِقْ الأَبْراجْ و مَنْ يَتَكَهًنوا بالمُسْتَقْبَلْ عَنْ طَريقِهَا؟ لا أَعْلَمْ و لَكِنْ بَعْدَ هذا الإختبار أَشُكْ انً هَؤُلاءْ القَوْم يَسْتَطيعوا قِرأَتْ اي شيئ عَنْ طَريقْ تِلْكَ الأَبْراج و بَعْض بِطَاقات الشَدًة...فَلَوْ اراد الله لِلْمُسْتَقْبَلْ انْ يكون بَيْن يدي بِضْعَةْ بِطَاقاتْ او قِرَأَتْ الكواكب الفَضَائِيَة لَكُنَا آلِهَة بِهَذا العِلْم الذي بِمُتَنَاوَلْ أَيْدي الجَميعْ و إسْتَغْنَيْنَا عَنْ الله لِأَنًنَا نَعْلَمْ ماذا سَيَحْدُثْ مَعَنَا بالمُسْتَقْبَل...و لَكِنْ الواقع عَكْس ذلك فَيَجِبْ ان لا نَعيشْ بالوَهْم...أنًنَا لَسْنَا آلهة بَلْ بَشَرْ ضُعَفَاءْ لا نَسْتَوْعِبْ إلًا ما يُعْطيهِ الله لنا مِنْ عِلْم و مَعْرِفَة...سبحان الله