زمان كان (للشلن) قيمه وهيبة , الان صار مهزوزا ومهزوما ..صار بدون قيمة , أنا أتذكر أني كنت اشتري به كمية هائلة من القضامة , ..كنت أشتري أيضا في الشلن ..سندويشة فلافل ممتلئة مع قليل من (الشطه) ...حتى في مشاجراتنا كنا نعتمد الشلن أيضا كوسيلة شتم إضافة لقيمته الشرائية فنقول :- (يا أخو الشلن ), والبعض كان يستعمل (أخو البريزه) ..أنا بصراحه كنت أفضل (أخو الشلن) .
هل تصدقوني إذا قلت لكم أن الشلن كان يخضع لعملية (الفكة) ...فمن الممكن أن تذهب للتاجر وتطلب منه (فكة شلن) وتختار بين فئة القروش أو بين فئة (القرشين والنص) ..وللعلم كان هناك فئه من العملات المعدنيه هي :- (القرشين ونص) ..ولكن بصراحه لم يكن هناك أخ للقرشين ونص ..مثل (أخو الشلن) .
ذات مرة ضيعت (شلني) ..أنا لم أحدد المكان جيدا , ولكني عبرت الطريق أكثر من عشرين مرة ذهابا وإيابا أبحث عنه , وأتذكر أني بكيت يومها ...وعدت للمنزل والدمع في عيوني , وبصراحة كان بكائي حادا , واخبرتهم أني ضيعت (شلني) ...يومها تم تعويضي وأعطتني أمي (شلنا) اخر ... تخيلوا ضياع الشلن , كان يجعلنا نبكي على الأقل كان لدينا إحساس بالأشياء ..بالمقابل أوطان ضاعت ولم تذرف نقطة دمع واحدة لأجلها .
تغيرت الاشياء اليوم , فحين يعيد لك التاجر (شلنا) أظن أنك لا تأبه , ومن الممكن أن ترميه في منفضة السيارة , من الممكن أن تتركه في أي مكان ...وأحيانا تخجل من إعطاء الفتي الذي يحمل لك (الأكياس) على باب السيفوي عملة معدنية ..لأن قيمتها بهتت ولم يعد لها قوة شرائية .
كان الشلن خطيرا أيضا فبعض الأطفال بلعوه , كانت تتكرر تلك الحالات معنا في الطفولة ...وأنا أتذكر أني بلعت تعريفة في الصف الأول ...وعبرت المسألة دون أن يدري أحد بها ...
في الصف الخامس , أتذكر أننا بدأنا في تعلم النحو ..بدأنا بتعلم (كان وأخواتها ) وعبرنا على (إن واخواتها) ...وصار وليس , يا إلهي كل هذه الأسماء والأحرف لها أخوات وكنت أظن في لحظة أننا سنصل إلى (خوات الشلن ) أيضا ...ونأخذ درسا في اللغة العربية عنوانه ( الشلن وأخواته) ...وبما أن ( الشلن) لفظ مذكر من الممكن أن يكون له إخوة أيضا ....وكنت أسأل هل (خوات) الشلن ستكون منصوبة أم مرفوعة ,أم أنها مجرورة ....
كنا نتحدث أنا وصديقي أمس عن الأيام التي مرت , وعن زمننا الحالي ...ومن جملة ما قاله صديقي عن بعض من يحترفون ...الأزمات ويأخذون البلد , لتجاذبات غريبة :- (خوات الشلن)...
إعترضت لحظتها , وقلت لصديقي :- إياك أن تسيء (للشلن) أرجوك , فلقد كان لنا معه أيام وذكريات ...هؤلاء حتى (الشلن) بريء منهم .
(الرأي)