في قاموسنا الثقافي الأردني هنالك الكثير من الأمثال التي تعكس واقعنا الاجتماعي والثقافي مثل السجن للرجال , والكذب ملح الرجال والعيب على يصدق, والعيون مغاريف الكلام ,وهذه الأمثال انعكاس لسلوكنا اليومي في حياتنا ونحن هنا و في هذا المقام سنركز على المثل الأول وهو السجن للرجال والسؤال المطروح فى هذا السياق هل كل من دخل السجن رجل ؟وما هي معايير الرجولة لدينا نحن الأردنيين ؟ هل هو الكذب ؟, ام النفاق؟, ام السرقة؟ , ام الفساد؟, ام الدجل ؟ , ام الخداع ؟, ام الكره ؟, ام الحقد ؟, ام الحسد؟ نعم هنالك في مجتمعنا الاردني من يؤمن بهذه المعايير لا بل يعمل بها ويحض عليها ولا يحترم الا من يؤمن بها .
*****************
نحن نعرف بان السجون قد وجدت منذ زمن بعيد وكان الهدف منها هو تعديل سلوك الخارجين عن القانون لاتقاء شرورهم ولتعديل سلوكهم وإصلاح القيم السلبية لديهم وإعادتهم الى مجتمعهم مواطنين صالحين يعرفون حقوقهم و واجباتهم فالمواطن الصالح هو ذالك الإنسان الذي يقدر قوانين الطبيعة والحياة والذي ينتمي باقتناع ذكي لأفكار أمته , والذي يؤمن بقيم الحرية والعدالة والمساواة لكل البشر بغض النظر عن اللون والعقيدة والجنس.
وعند استعراضا لتاريخنا العربي الإسلامي نرى بأن هنالك نقاط مشرقة في احترام حقوق الإنسان وكرامته فالخليفة الأموي عمر بن عبدا لعزيز رضي الله عنة قد اهتم بحقوق الإنسان بشكل عام وحقوق السجناء بشكل خاص فقد أمر بعزل أصحاب الجرائم البسيطة عن أصحاب الجرائم الخطيرة , كذلك فقد أمر بصرف كسوة مناسبة لكل سجين وإطعامهم بأحسن الطعام لحفظ كرامتهم ,كذلك فقد أمر بأن يصرف راتب لعائلة السجين ان لم يكن عائل لها وكذالك فقد أمر بأن من لا تثبت عليه قضية يخلى سبيله فورا ويعتذر له.
*************************
أشارات دراسات حديثة أن الكثير من الدول الغربية وبالذات النرويج والسويد و هولندا قد تقلصت بها السجون وقلت أعداد السجناء بها والسبب هو انتشار العدالة الاجتماعية وتدني نسبة الفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي وحصول المواطن على حقوقه السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعلية فقد أغلقت الكثير من الدول الغربية مثل هولندا والنرويج تقريبا نصف سجونها.
هل تذكرون المجرم النرويجي اندريز بيرفيك مرتكب مذبحة مخيم الكشافة الذي قتل فيها 77 مواطنا نرويجيا ,هذه الجريمة صدمت المجتمع الدولي والمجتمع النرويجي فقد قام الكثير من علماء النفس والاجتماع النرويجيين بدراسة هذه الحالة وكانت أكثر الأسئلة إلحاحا ,لماذا وكيف حدثت هذه الجريمة ؟ وما هي أسبابها التربوية والنفسية ؟هل لتنشئه الاسريه علاقة بها؟و هل هنالك عوامل اجتماعيه او اقتصاديه او نفسيه مرتبطة بها.؟
مع كل ما ارتكبه هذا المجرم من اجرام بحق أبناء وطنه فهو يتمتع بكافه حقوقه فقد خصصت لة السلطات النرويجيه شقه فى السجن تحتوي على غرفه نوم ومطبخ ودورة مياه وتلفزيون , وكمبيوتر وغرفه لممارسه الرياضية , و سمحت لة السلطات النرويجية بإكمال دراسته في العلوم السياسية في جامعة اوسلو لا بل ومن الطرافه بمكان فقد تقدم هذا المجرم بشكوى ضد إدارة السجن بأن هنالك سوء معامله له وذلك بأن سلطات السجن لا تعير انتباه لدرجة حرارة قهوته وهو يرغب بالمزيد من ألزبده في إفطاره وان مرطب البشرة لا يناسب بشرته. هل تعلم يا اندريز بان هنالك الكثير فى وطننا العربي من يحسدونك على ما أنت فيه من نعيم في سجنك وخاصة الفقراء والطلقاء منهم على حد سواء .
.
دعني أتمنى لك يا اندريز ابن بريفيك ان تنتقل إلى احد سجون وطننا العربي لتتذوق ما لذ وطاب من الطعام فيها وخاصة الفول والعدس الملئ بالحصى وتأخذ على خلفيتك شوية ضربات بالاحذيه وان تعلق بسقف الحائط تعليقه الدجاجة وان تصاب بالإمراض الجلدية اقلها الجرب الجلدي لمااقترفته يداك .