"أنسي الحاج" .. يرحل تاركاً "الوليمة" و"الرأس المقطوع"
19-02-2014 12:54 PM
عمون - تاركاً خلفه "وليمة" ثقافية كبيرة و"خواتم" و"رأس مقطوع" "ورسولة بشعرها الطويل" و"ماضي الأيام الآتية"، وسؤال بعمر السنين: "ماذا صنعت بالذهب ماذا فعلت بالوردة؟".. رحل الشاعر والكاتب اللبناني الكبير أنسي الحاج، الثلاثاء، عن عمر يناهز الـ77 عاماً بعد صراع طويل مع المرض.
"على مكتب منظّم بالفراغ والأسماء.. ويبدو طيّباً وسطَ المدينة.. لا يقرأ الكتبَ المحرَّمة.. تراقبه أيقونةٌ بيزنطيّة.. كأنما هو شهرُ مريمَ".. كان أنسي الحاج في مسيرته الثقافية التي بدأها بنشر القصص القصيرة والقصائد في المجلاّت الأدبية وهو طالب بالمرحلة الثانوية عام 1954.
"قولوا هذا موعدي وامنحوني الوقت.. سوف يكون للجميع وقت، فأصبروا.. إصبروا عليَّ لأجمعِ نثري.. زيارتُكم عاجلة وسَفَري طويل".. هكذا كان أنسي الحاج يعتبر حياته زيارة قصيرة وموته سفر..
رحل أنسي الحاج المولود في 1937، وكما يقول في إحدى قصائده: "لن أكون بينكم.. لأن ريشةً من عصفور في اللطيف الربيع.. ستكلّل رأسي.. وشجر البرد سيحويني.. وامرأة باقية بعيداً ستبكيني.. وبكاؤها كحياتي جميل".. فقد ترك لنا ما يبقيه حياً في ذاكرة الثقافة والأدب والعربي من خلال 6 مجموعات شعرية هي "لن"، "الرأس المقطوع"، "ماضي الأيام الآتية"، "ماذا صنعت بالذهب ماذا فعلت بالوردة"، "الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع"، و"الوليمة".
77 عاماً.. قضاها أنسي الحاج في رحلة يراها قصيرة بدأت منذ ولادته في 27 يوليو عام 1937 وانتهت في 18 فبراير 2014.. متنقلاً من محطة إلى أخرى ممسكاً بقلمه وزاده الخيال.. وما بين الصحافة والشعر كان العشق و"خوف، خجلٌ عميق، حذرٌ دائم من دوافع الآخرين. كلّ هذا إلى جانب قدرةٍ على الحبّ والولاء، ومحاولاتٍ لا تكلّ للسيطرة على العلاقات والتحكّم فيها. وغالباً ما تجد صعوبةً في إقامة توازن بين الارتباط والاستقلال".. كما يحكي هو عن "ملامح امرأة صاعدة".
بدأت علاقة أنسي الحاج بالصحافة عام 1956 بالعمل في جريدتي "الحياة"، ثم "النهار" التي تولى رئاسة تحريرها خلال الفترة من 1992 حتى 30 يوليو 2003، وساهم في تأسيس مجلة "شعر" عام 1957 مع يوسف الخال وأدونيس، وهي المجلة التي شهدت ميلاد ديوانه الأول "لن"، الذي يعتبره الأدباء أول مجموعة قصائد نثر في اللغة العربية، ثم ديوانه الثاني "الرأس المقطوع" عام 1963.. وتمر السنوات حتى العام 1964 وهو ميلاد "الملحق" الثقافي الأسبوعي عن جريدة "النهار" على يديه.
وفي العام 1965 كان ديوان "أنسي الحاج" الجديد "ماضي الأيام الآتية"، لينقطع بعدها خمس سنوات قبل أن يسأل سؤاله الكبير: "ماذا صنعت بالذهب ماذا فعلت بالوردة" عام 1970، ثم ديوان "الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع" 1975، "الوليمة "1994، بالإضافة إلى كتاب مقالات في ثلاثة اجزاء هو "كلمات كلمات كلمات" 1978، وكتاب في التأمل الفلسفي والوجداني هو "خواتم" في جزئين 1991 و 1997، ومجموعة مؤلفات لم تنشر بعد. و"خواتم" الجزء الثالث قيد الاعداد.. وتُرجمت مختارات من قصائد "أنسي الحاج" إلى الفرنسية والإنجليزية والألمانية والبرتغالية والأرمنية والفنلندية.
في 2007 صدرت الأعمال الكاملة لأنسي الحاج في طبعة شعبية، في 3 مجلدات ضمن سلسلة "الأعمال الكاملة" عن "هيئة قصور الثقافة". ضمّ المجلد الأوّل: “لن”، و“الرأس المقطوع”، و"ماضي الأيام الآتية". والثاني: "ماذا صنعت بالذهب، ماذا فعلت بالوردة؟" و"الرسولة بشعرها الطويل حتى الــينابيع" و"الوليمة". فــيما حــوى الثالث كتاب "خواتم" بجزأيه.
ولأنه تأثر بوالده الصحفي والمترجم لويس الحاج، فقد ترجم "أنسي" إلى العربية أكثر من 10 مسرحيات لشكسبير ويونيسكو ودورنمات وكامو وبريخت وغيرهم من كبار الأدباء العالميين. (الشرق القطرية)