بعد الجهود المضنية التي قامت بها وزارة التربية والتعليم متمثلة بوزيرها د.محمد الذنيبات وكوادرها التربوية للمحافظة على سمعة امتحان الثانوية العامة بالتعاون مع أجهزة الدولة الرسمية والمؤسسات الأمنية للوصول الى نتائج إيجابية من خلال تعاون وطني مشترك وتنسيق فعال بين الأدوار لتحقيق المصلحة العامة في وطننا الغالي خاصه بعد أن شابت سمعة الامتحان شوائب عديدة في بعض الدورات السابقة والتي لمسها الجميع تحديداً عندما تسربت اسئلة الثانوية العامة وانتشرت عبر المواقع الالكترونية بعد قيام المغرضين بتصويرها والاستهتار بمسؤولية المحافظة على سمعة الامتحان في الاردن مما أدى الى غضب كبير بين ابناء الوطن بسبب فقدان المصداقية وبالتالي التشكيك بالنتائج.

لم تتعامل الوزارة بتلك الآلية التي تعاملت بها هذه الدورة علما أن التسريب لم يحدث في كل الدورات بل شهدته الوزارة في الدورات السابقة التي أخفقت فيها الحكومة بإختيار وزراء أكفاء لقيادة هذا الصرح التربوي الذي شهد إزدهاراً أكاديمياً تربوياً تعليمياً في كل المراحل وحيث كان للتوجيهي سمعته وهيبته في ظل وجود كفاءات قيادية وكوادر مؤهلة ومخلصة عملت يداً بيد لتطبيق خطط تربوية وإنمائيه فاعلة شهد لها الجميع ليس فقط على المستوى المحلي بل على المستوى العالمي أيضاً.

لا أحد ينكر أن الاجراءات التي قامت بها الوزارة من تشديد في المراقبة وإشراك مؤسسات أمنية وديوان المحاسبة تهدف الى تحقيق العدالة بين الطلبة ولإعادة الهيبة للامتحان ,ورغم الأثر النفسي السلبي على الطلبة"والذي كتب عنه الكثير"بسبب تواجد رجال الأمن الا أنه زاد في تحقيق الانضباط بين الطلبة أثناء فترة الامتحان وقلل من مظاهر الخلل واللجوء الى العنف بغرض تحصيل علامات غير حقيقية وغير مشروعه عن طريق الغش بكل وسائله المختلفه.

ما وصلت به وزارة التربية والتعليم من خلال تلك الإجراءات بدءاً بتشديد المراقبة وتغيير نمط الاسئلة وتصحيح الدفاتر وتدقيق العلامات إلا أن آكشن إعلان النتائج شدَ كل أبناء الوطن خاصة بعد ترقب موعد ثابت لإعلان تلك النتائج إلا أن ظهر علينا معالي الوزير مصرحاً بها على الطريقة الهوليوودية السينمائية منهيا الحلقة الاولى من أرق آكشن امتحان الثانوية العامة آملين أن تنتهي هذه المرحلة بخير وسلام بحيث يعود لامتحان الثانوية العامة ألقه السابق كما عهدناه في سنوات خلت.

ولكل تلك السواعد التي تعمل معاً لتغرس غرساً طيباً لا تشوبه المصالح الشخصية الخاصة بل تستمد ذلك الغرس من قيم وأخلاق عالية تعكس أصالة الإنتماء,ولكل من يجيد التمسك بجميع الحبال القوية ليبلغ نهايات مشرفة يسبقه في ذلك النية الصادقه والمبيته لرفعة هذا الوطن...لن نقلق على وطن جادت بأرضه قيادات لا تحركهم المطامع الشخصية أو الدنيوية وإنما يحركهم ضميرهم الحي الذي لا ينام ولا يقبل حتى بالإغفاءة أو أنصاف الحلول وقد قيل :"أن العظماء قد يذهبون لكن تبقى أعمالهم خالدة منقوشة ومحفورة على صفحات الزمن."

فمسيرة الخير مستمرة وما هي الا مسيرة تراكمية تكميلية تؤكد على إمتلاك مسؤولينا رؤية ملمة لأدق الامور ومجرياتها للحرص على مصلحة الوطن وأبناءه,فما بعد الثانوية العامة إنتظار وترقب للنهوض بهذه الوزارة الى أرقى المستويات تطبيقاً وعملاً من خلال إعادة هيكلة الوزارة وفق رؤى تطويرية فذة تشمل إختيار قيادات وكوادر مؤهلة لتعزز مسيرة التعليم الاردنية في ظل قيادة سيد البلاد ابا الحسين حفظه الله ورعاه.