أجندة صهيونية وضعف عربي !!!
سامي شريم
18-02-2014 02:00 AM
إسرائيل تعْتَبر الصراع مع العرب عموماً وليس الفلسطينيين وحدهم !!! صراع وجود وليس صراع حدود !!! هم ينظرون إلى العرب مجتمعين كأعداء لهم بغض النظر عن توجهاتهم وثقافتهم ، وهم مستمرون في بناء إسرائيل ألكبري وفي هذا السياق تم تدمير الجيش العراقي والجيش السوري وكادوا أن يفعلوها مع الجيش المصري الذي ما زال مُستهدفاً , فما دامت إسرائيل لا تريد السلام !!! فعلينا نسيان ثقافة السلام والاحتفاظ بثقافة الحرب القادمة ولو بعد ألف عام على أن يستمر هذا الكيان في حالة تأهب وقلق دائم ، وسيأتي اليوم الذي تستطيع فيه هذه الأمة الصمود أمام الصلف الصهيوني ، فالتراكم الكمي حتماً سيقود إلى تغيير نوعي يستطيع أن يقتلع هذا الكيان المسخ والشاهد صمود حزب الله في لبنان عام 2006 الذي جسد فكرة التصدي وأحيا إمكانية التحرير لقد سئمنا الخطاب الانهزامي والخطاب المُعتدل ومهما تشرذمت الأمة وضعفت وتصارعت فلن تكن أكثر ، وهنا من عهد ملوك الطوائف .
فهل الأمة العربية عدا عن الفلسطينيين في وضع يُمَكِنُها من تحصيل حقوق نتاج تفاوض في ظل هذا التشرذم والضعف ؟!!! وهل الإسرائيليون وهم يقيمون حال الأمة مستعدون لتقديم شئ ذي بال للفلسطنيين وهم مستمرون في بناء المستوطنات وقضم أراضي الضفة ؟؟!!! يستعجلون الحل أم أنهم من خلال مشروع كيري يريدون أن يصلوا إلى أقصى تنازل ممكن ليقوفوا المفاوضات لعدة سنوات كالعادة ثم يعودون للتفاوض في جولة جديدة تبدأ بالمُطالبة بتنازلات جديدة تقضم المزيد من المساحات وهكذا دواليك !!!!! وهل كانت المبادرة العربية في مؤتمر بيروت التي تبنتها السعودية وضربتها إسرائيل عرض الحائط واقتحمت بالتزامن مع طرح المبادرة وبالتزامن مع مؤتمر القمة المنعقد مقر الرئيس عرفات في استخفاف ليس له مثيل بأصحاب المبادرة وعموم المجتمعين لقد أثبت التاريخ أن التفاوض المنتج لا يكون إلا بين الأنداد وأين الندية بين الوفد الفلسطيني والوفد الاسرائيلي ؟؟!!! وعَلَّمَنا التاريخ أن القوة هي التي تَفرض الحق ولا حق بلا قوة ولاعدل إلا أن تعادلت القوى ، ولذا فإن قبول مبدأ المفاوضات أساساً بهذا التوقيت لن يكون إلا لمزيد من الخيبة والفشل!!! .
إن الأجندات التي حاولت الصهيونية العالمية فرضها على المنطقة وعلى التوالي بِدأً من الشرق الأوسط الكبير والذي أفشلته المقاومة العراقية وانتقالاً إلى الشرق الأوسط الجديد الذي أفشله صمود المقاومة اللبنانية إلى أن جاءت الفوضى الخلاقة بآثارها المُدمرة لخلط الأوراق و إرهاب الأنظمة وصولاً إلى ما هو مطلوب الآن من اصطفاف سني شيعي استعداداً للمعركة ألكبري التي تعد لها الصهيونية لأكل الأخضر واليابس وما بينهما بأيدنا وبأموالنا ، وليس أدل على ذلك من ايصال الاسلاميين السنة للسلطة من معتدلين ومتشددين في مقابل الشيعة معتدليهم ومتشدديهم كل هذا تحضيراً لأرض المعركة كما يريدون فإذا لم تتنبه الأمة لما يجري من تغيير لبوصلة الصراع فإن الكارثة قادمة ويروج لها اصحاب الأجندات مُستغلين جهلة الأمة و مُغفليها من الفريقين .
والمُتابع لما يجري في الساحة الأمريكية من إقرار للقوانين التي تخول اسرائيل اعلان الحرب نيابة عن امريكا لحماية مصالحها يرى عدم حاجة اسرائيل ابتدأً لدخول مفاوضات ولا لإعطاء تنازلات سوى استهداف الهوية الفلسطينية والأردنية في هذه المرحلة تجهيزاً للمرحلة القادمة لتخوض دول المنطقة الحرب بالوكالة لتحقيق المصالح الاسرائيلية وهو مشروع كيري الذي يسوق ليهودية الدولة والتي تعني حق اسرائيل في تهجير أفواج جديدة من الفلسطينيين بدل حق العودة الذي يطالبون به لتصبح الصغرى التي كانت الكبرى .
إن الدفاع عن فلسطين هو دفاع عن الأردن ودعم الصمود الفلسطيني هو مصلحة أُردنية وتعزيز للصمود الأردني وحتى لا يكون هناك خلط بين من يريد الدفاع عن الأردن وفلسطين وبين من يسير عنجهية وجهلاً وعِمالة في إطار الأجندة الصهيونية لنشر الفتنة والتفرقة وشرذمة الصف بما يقتضي وعياً وإدراكاً كاملين لهذه المخططات ومن يقف وراءها !!!!