إن المتابع لمشهد اعلان نتائج امتحان الثانوية العامة لهذه الدورة الشتوية ، ما رافقها كثير من الاشاعات وكذلك التخبط في وقت اصدارها يشكل حالة غير مسبوقة في التعامل مع هذه النتائج ، وخاصة حالة الارباك التي تعلقت بها والتي ساهمت في حالة من الغضب عند الطلبة واهاليهم .

وبالرغم من عدم وجود اي مبرر لهذا التاخير وعلماً ان السياسة التي اتبعتها الوزارة في ادارة امتحانات الثانوية لهذه السنة يشكل سابقة تشكر عليها ، وخاصة انه جاء لمحاربة ظاهرة ثقافة الغش التي اوجعت قلوبنا في السنوات الاخيرة .

ويشكل امتحان الثانوية العامة من الضروريات الهامة المرتبطة بمستقبل ابناؤنا ، وما يتبع ذلك من اهمية في تحديد المسار الاكاديمي والتعليمي لهم ، وبالتالي هنالك الكثير منهم يتجه بالشكل السليم نحو تحقيق المعدل الذي يستطيع من خلاله اختيار التخصص الذي يحاكي طموحاتهم ورغباتهم في مستقبل مزدهر يساهم في تحقيق احلامهم .

ومع اننا مع الاجراءات الصارمة للحد من الغش الا ان السياسة التي اتبعها الوزارة لزيادة التعقيدات في اسئلة امتحان الثانوية العامة كالرياضيات والفيزياء واللغة الانجليزية من اجل تخفيض المعدلات العامة للطلبة لا ينسجم مع فكرة المعايير المتعلقة بضبط اسئلة الامتحان وكيفية ضبطها بطريقة تساهم في قياس المستويات الحقيقية للطلبة ، دون الدخول في حيثيات معقدة واسئلة غير مرتبطة بالمنهاج .

ولذا فاننا لا بد ان نشكر وزارة التربية والتعليم بما قامت به في امتحان الثانوية الحالي من اجراءات شديدة وصارمة للحد ظاهرة الغش في مجتمعنا ، ولكننا لسنا مع افلام الرعب التي رافقت اعلان النتائج وكابوس الخوف من النتائج وتوقعاتها سواء من الطلبة او ذويهم ، والدخول في اثارة الاشاعات التي ساهمت في التاثير على هذه النتائج ، وحتى ان موعد اعلانها جاء مغايراً لما هو معتاد عليه الشعب في نهاية الاسبوع ، وبالتالي لا ندري متى نتخلص من هذا الكابوس المقيت لامتحان الثانوية العامة ويصبح كباقي الامتحانات وعلى كافة المستويات .