محمد عساف وشاكيرا .. البرازيل وحماس
جهاد المنسي
16-02-2014 02:58 AM
بعد أن وجه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) دعوة لـ"محبوب العرب" الفنان الفلسطيني محمد عساف صاحب أغنية "علّي الكوفية" للغناء في افتتاح مونديال كأس العالم الذي سيقام في البرازيل الصيف المقبل، تراجع (فيفا) عن الدعوة تحت ضغوط سياسية، وأعلن عن سحب دعوة الفنان الفلسطيني للغناء في الافتتاح.
بطبيعة الحال فإن تراجع الاتحاد الدولي جاء بعد أن مورست عليه ضغوط سياسية، من المؤكد أن مصدرها الاحتلال الصهيوني وبعض حلفاء هذا الاحتلال في العالم الذين لا يتعدون أصابع اليد الواحدة، وهذا يثير علامات سؤال واستفهام عن سبب خضوع منظمة دولية تسعى للسلام في العالم وشعارها المحبة بين القارات، لضغوط من قوة احتلال كان يتوجب أن تكون خارج الشرعة الدولية ومقاطَعة من الاتحاد الدولي لكرة القدم كما حصل مع جنوب إفريقيا عندما كانت تمارس عنصريتها على شعوبها.
الفنان الفلسطيني الذي حقق شعبية جارفة بعد فوزه بلقب "محبوب العرب"، الذي كان يذاع على قناة (أم بي سي) والذي منح لقب سفير الأمم المتحدة للنوايا الحسنة، هو الذي صرح قبل أيام إنه مُنع من أداء أغنية افتتاح مونديال كأس العالم 2014 في البرازيل من قبل دول وجهات غير معروفة.
المفاجأة الإيجابية التي رافقت قرار المنع هو إعلان النجمة العالمية الكولومبية شاكيرا عدم مشاركتها في أداء أغنية المونديال لهذا العام، احتجاجا منها على موقف (الفيفا) من عساف، وسبق لشاكيرا أن قدمت أغنية افتتاح مونديال جنوب إفريقيا.
تراجع الفيفا أمر مؤسف، والمؤسف أكثر صمت الدول العربية والإسلامية الأعضاء في الاتحاد الدولي لكرة القدم، التي لم يخرج منها موقف حول قرار الفيفا وتراجعه عن الدعوة، إذ كان من الواجب الاستفهام من الفيفا عن سبب تراجعه، ومعرفة الدول التي ضغطت عليه وأدت به لمثل هذا الموقف الغريب وغير المسبوق وخاصة من قبل منظمة دولية ترفع شعار الابتعاد عن السياسية ما أمكن وتناهض الاحتلال والظلم.
موقف الفيفا بمنع عساف جاء متزامنا مع موقف اتخذته وزارة الداخلية في حكومة حماس المقالة عندما منعت الفنان الفلسطيني من الغناء في قطاع غزة، فالفنان الفلسطيني الذي خرج من رحم قطاع غزة المنكوب مُنع من قبل حركة حماس من إقامة حفلات له في القطاع، وهو ما أعلنه أيضا عساف في مؤتمر صحفي في غزة: وفيه عبر عن أسفه لعدم السماح له بالغناء في قطاع غزة، وقال "تمكنت من الغناء في كل العالم، بما في ذلك مقر الأمم المتحدة الذي يعد مقر صناعة أهم القرارات في العالم، ومع ذلك لم أستطع الغناء في غزة بسبب رفض وزارة داخلية حكومة حماس".
المستغرب أن تمنع الفيفا بضغط من إسرائيل محمد عساف من الغناء في المونديال، وأن تمنع حماس، التي تسيطر على قطاع غزة وتنفذ فيه سياستها، المطرب عينه من الغناء في غزة.
اعتقد أننا دخلنا القرن الواحد والعشرين أليس كذلك؟!، وأعتقد أن حماس عندما ارتضت خوض غمار العمل السياسي البراغماتي، وابتعدت عن الدعوة، كانت تعرف يقينا أن عليها أن لا تفرض ما تريد على كل الشعب الفلسطيني، وتعرف أن هناك مؤيدين لهذا الشاب الغزاوي المحبوب ربما أكثر من مؤيديها الذين تقلص عددهم مؤخرا بعد سياستها التي رافقت ما يعرف بالربيع العربي، وذهاب قادتها إلى قطر بالقرب من اكبر قاعدة أميركية خارج الولايات المتحدة.
لا أعرف تبرير حماس بمنع عساف من الغناء في القطاع، كما لا نعرف موقف الفيفا من توجيه الدعوة له للغناء في افتتاح المونديال، ولكن يبدو أن الشاب عساف يؤرق إسرائيل كثيرا من خلال كلمات أغانيه، كما يبدو أنه لا يروق لحركة حماس باعتباره غنى "علّي الكوفية" فربما لا تريد الحركة أن لا يعلو أي صوت غير صوتها فقط، ولا تريد لأحد أن يتحدث عن سواها.
(الغد)