الحريري يرفض الفراغ الرئاسي وإقحام السُنة في الحرب بين "حزب الله" و"القاعدة"!
15-02-2014 12:36 AM
عمون - أطلق رئيس كتلة المستقبل اللبنانية سعد الحريري سلسلة مواقف بارزة في الذكرى التاسعة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري لاسيما في ملفي مكافحة الارهاب ورئاسة الجمهورية، متجنباً التطرق الى مستجدات عرقلة تشكيل الحكومة.
الحريري رفض اقحام الطائفة السنية في الحرب الدائرة بين "حزب الله" و"القاعدة"، معتبرا ان ما يروّج عن اعتبار المناطق السنية بمثابة حاضنة شعبية للارهاب والتطرف هو مجرد اوهام. واشار الى ان "رفيق الحريري ورفاقه لم يستشهدوا ليكون لبنان بيئة حاضنة للارهاب، واما ان يكون تيار المستقبل على صورة رفيق الحريري واما لا يكون"، رافضا ان يكون تيار المستقبل على صورتي "داعش" او"حزب الله".
في الملف الرئاسي، شدد الحريري على الرفض المطلق للفراغ في سدة الرئاسة الوحيدة التي يشغلها مسيحي ماروني في العالم العربي، مضيفا "اننا لن نقبل الا برئيس يمثل الارادة الوطنية للمسيحيين".
العدالة والمحكمة
الحريري وفي كلمته المتلفزة خلال الاحتفال الذي حضرته شخصيات من فريق 14 آذار، استهل الحديث عن المحكمة الخاصة بلبنان قائلا: "عندما دخلت المحكمة الدولية منذ شهر شعرت ان دوي العدالة في لاهاي كان أقوى من دوي الانفجار في العام 2005، وابتسامة الرئيس الحريري كانت أمضى من المجرمين والمتهمين. في لاهاي عطلت ثورة الارز مفعول 3 أطنان في المواد المتفجرة، زرعت في قلب بيروت لاقتلاع أمل اللبنانيين بالحرية والاستقلال".
وأضاف " هناك متهمون خمسة باغتيال الحريري بحماية معلنة من حزب مسلح، ولا يمكن للدولة ان تسأل عنهم مجرد سؤال، ومتهم باغتيال بطرس حرب بحماية حزب مسلح ولا يمكن للدولة ان تصل اليه لتسجيل شهادته، مجرد شهادته. بعد كل ذلك يسألون لماذا طالب اللبنانيون بالمحكمة الدولية".
وتابع "أعادتنا لاهاي الى تفاصيل الجرح العميق، الى الوجع في لحظاته الاولى، حركت فينا أوجاع كل الاغتيالات من رياض الصلح الى محمد شطح، لكنها لم تحرك فينا اي شعور او رغبة بالثأر والانتقام".
وسأل: "لو أراد الشهداء رفيق الحريري، او شطح، او الجميل، او عيد، او رينيه معوض، او المفتي خالد، او اي من الشهداء ان يعلقوا على المحكمة التي أنشئت من اجل لبنان، هل يمكن ان يقولوا غير ذلك، هل نتصور ان يطلبوا الثأر؟ ويدعوا الى حمل السلاح في وجه حملة السلاح؟ وأنتم رفاق وجمهور وأحبة رفيق الحريري هل تقبلون ان تكونوا على غير الصورة التي أرادها الرئيس الشهيد لوطنه؟". وخلص قائلاً: " أعلم ان من يعتقد ان هذه اللغة لا تلاقي المشاعر المشحونة بالظلم والقهر، والحديد لا يفله في النهاية إلا الحديد، وان الطرف الآخر المتهم باغتيال الحريري، وباقي الجرائم واستدراج البلاد الى الحروب الخارجية، هذا الطرف بات بنظر الواحد منكم لا تنفع معه لغة الحوار والجدل السياسي، ولكن في لبنان الذي أراده رفيق الحريري، وكل الشهداء، الذي نريده نحن هو الدولة وها هي من تضرب الحديد بالحديد، واذا كان هناك فريق مسؤول عن تصدع الحياة الوطنية لا بد ان نكون نحن المسؤولين عن الوحدة الوطنية".
وأكد أن "مسؤوليتنا تحييد لبنان، وعلينا ان نزيد التزاما بقواعد الإجماع الوطني في اتفاق الطائف، وإعلان بعبدا، ووثيقة بكركي الاخيرة، التي نرى فيها خريطة طريق لجميع اللبنانيين".
في ملف قتال "حزب الله" في سوريا وتبعاته، قال الحريري: " كما يرفض تيار المستقبل ان يكون على صورة حزب الله، فاننا نرفض ان نكون على صورة داعش او النصرة أو أي دعوة لاقحام السنة بالحرب الدائرة بين حزب الله والقاعدة" .
ورأى ان حزب الله "لا يريد أن يستمع لأحد وهو يتعامل مع الدولة بصفتها ساحة لمشروع إقليمي خاص ويزج بلبنان في حروب لن تعود بغير الخراب" .
مسيحياً، اعتبر الحريري ان وثيقة بكركي الأخيرة بمثابة خارطة طريق لجميع اللبنانيين نحو قيام الدولة وحصرية السلطة في يد المؤسسات الشرعية.
ورفض الفراغ في رئاسة الجمهورية قائلاً : "نرفض ان يكون منصب الرئيس المسيحي الوحيد في العالم العربي مرشحاً للفراغ ولن نقبل الا برئيس يمثل الارادة الوطنية للمسيحيين ويرفض كل وصاية الا وصاية الدستور" .
وشدد على انه لن يتوقف عن السعي إلى طريقة لتحييد لبنان عن التورط العسكري في المسألة السورية، معتبراً ان ما حصل في الضاحية الجنوبية والهرمل وعكار وعرسال نماذج عن التورط في الحريق السوري . ورأى الحريري ان مواجهة الارهاب تتطلب قرارا سريعاً من حزب الله بالخروج من سوريا والتخلي عن الحرب الاستباقية والاعتراف بالدولة اللبنانية.
واضاف ان " تيار المستقبل اما ان يكون على صورة رفيق الحريري أو لا يكون ونحن من مدرسة تفتدي الوطن بالأرواح ولسنا من مدرسة تفتدي الحزب أو الطائفة بالوطن".
"الى الطائفة الشيعية"
وتوجه الحريري الى "الحكماء في الطائفة الشيعية، إلى أبناء ومقلدي الامام الصدر والشيخ محمد شمس الدين والسيد فضل الله والسادة العماء الذين يجاهرون بقول الحق ويتقدمون نخبة من الشخصيات والمثقفين، وخصوصا الى الرئيس نبيه بري"، قائلاً ان " المشاركة في الحرب السورية باتت تشكل الخطر الاكبر بين الطوائف في لبنان سواء المشاركة المباشرة لالاف المقاتلين في سوريا او من خلال الارتدادات الداخلية والسورية لتلك المعارك على السلامة العامة على اللبنانيين في كل المناطق".
واضاف: "هناك الالاف يقاتلون في سوريا والعشرات على الحدود في تنظيم "القاعدة"، هناك قرى في عكار والبقاع تتعرض بشكل شبه يومي للقصف من الداخل السوري، وهناك مواطنون لبنانيون ابرياء يدفعون ثمن التورط بهذه الحرب. والاخطر من كل ذلك الابعاد والاستنزاف الكبير الذي يطال مؤسسة الجيش وسائر القوى الامنية والعسكرية".
واشار الى ضرورة تحييد لبنان وتجنيب اللبنانيين خطر انتقال الحريق السوري اليهم، معتبرا ان "معاناة الناس ومشاهد السيارات المفخخة التي حصدت عشرات الأبرياء إضافة الى مئات النعوش التي تعود من ساحة المعارك، وحالات الذعر والقلق التي تطال اللبنانيين في كل المناطق، والخسائر الكبيرة التي حلت بالاقتصاد، كافية لاعادة النظر في قرارات لم تجلب الى لبنان سوى الخراب والدما"ر.
وسأل "اهذا ما نريده لاولادنا يا دولة الرئيس (نبيه بري): امهات واباء يبكون على اولادهم؟".