أعلن حمدين صباحي ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية المصرية بالرغم مما يبدو من المؤكد أن المشير السيسي سوف يخوض هذه الانتخابات.
الصباحي مرشح جدي يحسب له حساب ، وكان قد نال خمسة ملايين صوت في الانتخابات الرئاسية السابقة ، وحل ثالثاً بعد مرسي وشفيق. وهو ناصري اشتراكي ، يطرح نفسه كامتداد لعهد جمال عبد الناصر كما أنه مؤسس للتيار الشعبي.
إلى جانب هذا التراث السياسي ، يحظى الصباحي بتأييد مجموعة من الشباب الذين شاركوا في ثورتي 25 يناير و30 يونيه ، ممن لديهم تحفظات حول ما يجري الآن بين الامن والمعارضين.
حتى تاريخه لم يعلن السيسي ترشيحه للرئاسة ، ولا شك أن السبق الذي سجله حمدين صباحي سيشكل عنصراً هامأً في تسريع قرار السيسي المنتظر ، بعد أن أصبح أمامه منافس جدي.
يرى كثيرون أن نزول صباحي إلى المعركة الانتخابية يعطيها طابعاً ديمقراطيأً ، ويجعلها انتخابات تعددية بعد أن كان ُيخشى أن يفوز السيسي بالتزكية ، وأن تكون الانتخابات بمثابة استفتاء سيجيب عليه الناخبون بكلمة نعم.
ديمقراطية الانتخابات مهمة محلياً ودولياً ، فهي تؤمن للرئيس المنتخب شرعية شعبية ، بل إن من المحتمل أن يتشجع مرشحون آخرون لخوض المعركة ، إن لم يكن من أجل الفوز فيها ، فلأجل تسجيل مواقف ورفع قاماتهم إلى مستوى رئاسي.
تدل استطلاعات الرأي العام أن السيسي سيفوز في انتخابات تعددية من الدورة الأولى. وبالرغم من شعبية حمدين صباحي إلا أن كثيرين يعتقدون أنه ليس رجل المرحلة ، وأن المطلوب رئيس قوي مدعوم مدنياً وعسكرياً ، وقادر على قمع الإرهاب وتحقيق الاستقرار الأمني وتوفير المناخ الاقتصادي الملائم.
اعترض البعض على استعمال ألقاب معينة للسيسي قد تضر أكثر مما تنفع ، ذلك أن لقب المشير قد يذكر البعض بالمشير عبد الحكيم عامر الذي قاد الجيش المصري لأسوأ هزيمة في التاريخ الحديث ، كما أن لقب أسد مصر يذكر البعض بأسد سورية وأسلوبه في الحكم.
مرور الوقت ليس في صالح السيسي الذي تأخر كثيراً وعليه أن يحسم موقفه بشكل صريح بدلاً من التلميح ، فالشعبية التي خلقها سلوكه الفذ في يوليو الماضي قد تتآكل بمرور الزمن.
ما أصعب خلع الزي العسكري ورتبه المشير وقمة القوة الحقيقية في مصر وهي المؤسسة العسكرية ، ولكن لا بد مما ليس منه بد.
(الرأي)