زاوية (بصراحة) تم ابتذالها وبصورة كاريكاتورية عندما استعارها اكثر من كاتب في بعض الصحف والفضائيات العربية ...اذا كان الاعلام قد شكل دائما واحدة من اخطر جبهات الصراع, من مكيافللي ونصائحه الشهيرة الى غوبلز الذي جعل من الاعلام قوة اساسية في استراتيجية الرايخ الهتلري, الى الحركة الصهيونية التي حولت خرافات (البروتوكولات) الى ماكينة مادية.. فقد اصبح الاعلام في العقود الاخيرة الجبهة الرئيسية في الصراعات السياسية.. ومن الظواهر الاعلامية التي عرفتها هذه العقود:-

1- ظاهرة احمد سعيد ويونس البحري ومحمد سعيد الصحاف.. فقد لعب احمد سعيد دورا هاما في الهاب الرأي العام العربي خلف الرئيس جمال عبدالناصر.. ولعب يونس البحري دورا مماثلا من اذاعة برلين الهتلرية خلال الحرب العالمية الثانية.. ولا يخفى على احد ايضا دور الصحاف خلال العدوان الامريكي على العراق.

2- الدور الكبير الذي لعبه هيكل في زاويته الشهيرة في جريدة الاهرام (بصراحة) والتي شكلت على مدار فترة الرئيس عبدالناصر مرجعية سياسية لقطاعات واسعة من الجماهير العربية من المحيط الى الخليج..

ومن المؤسف ان هذه الزاوية (بصراحة) قد تم ابتذالها وبصورة كاريكاتورية عندما استعارها اكثر من كاتب في بعض الصحف والفضائيات العربية.

3- ظاهرة كتاب (التدخل السريع) والسفارات حتى لا تخلو اية صحافة عربية في هذا البلد او ذاك من كتاب اعمدة مرتبطين بالسفارات الامريكية خصوصا بل ان بعضهم يعلن ذلك جهارا نهارا سواء في مقالاته او مقابلاته مثل سركيس نعوم ونقولا ناصيف في الصحافة اللبنانية المحسوبة على الفريق الحاكم.

4- ظاهرة الصحافة النفطية التي تسيطر على كبريات الصحف والاعلام الفضائي العربي.. ومن المفارقة التي تبعث علي الازدراء ان رواد وكتاب هذه الصحافة غالبا ما ينحدرون من اوساط ليبرالية ويسارية انتهازية ويتحدثون من خلال هذه الصحافة عن الديمقراطية وحقوق الانسان حيث تفتقد البلدان الممولة الى ابسط هذه الحقوق.

5- ظاهرة المزاودة الاعلامية والتحايل على الرأي العام بخطابات عنترية من قبل (قادة اعلام حرب) يعرف القاصي والداني ارتباطهم ببعض السفارات (غير الثورية) بل ان احد هؤلاء (الثوريين) يحتفظ وعن طريق قرار رئاسي بمقعد دائم في (مجلس الشعب) في بلده.

6- بالاضافة لسيطرة الحكومات على كثير من كتاب (الاعمدة وبالاضافة لكتاب الاعلام النفطي من اليساريين الانتهازيين ولكتاب السفارات الامريكية وسيطرة الدوائر الصهيونية واليهودية العالمية على كبريات الصحف ووكالات الانباء العالمية, فمن بدايات اهتمام روتشيليد بهذه الجبهة وسيطرته على الايكومينست الى سيطرة مردوخ على وول ستريت والتايمز البريطانية.

7- ومن الظواهر الاعلامية الطريفة التي عرفها العرب بعد ثورة تموز الناصرية في مصر ما اقدم عليه الامام احمد بن يحيى آل حميد الدين في اليمن حين سحب رخص الراديو حتى من (وزرائه) وصار تهريب اجهزة الراديو اكثر خطورة من تهريب المخدرات كما عرفت عواصم عربية عديدة ما عرف بظاهرة (التحري) الذي كان يتنصت قرب النوافذ ويعتقل اي شخص يستمع الى اذاعة صوت العرب (القاهرية) حتى لو كان يستمع الى ام كلثوم او فايزة احمد.
العرب اليوم