رسالة كريمة من أردني مغترب الأستاذ بهجت المجالي يُقدم فيها وجهة نظر تستحق الدراسة من أهل الاختصاص للتعامل مع تزايد أعداد الخريجين من المدارس والجامعات، أي حملة الشهادات الأكاديمية التي لا تجد الدولة لهم سبيلاً إلى وظائف تتناسب معها.
ومشكلة تزايد أعداد الخريجين تعني ارتفاعاً في نسب البطالة، وفي بلد مثل الأردن يُمثل الشباب فيه نسبة كبيرة فإن المستقبل يحمل مزيداً من الخريجين، وبنسب أقل بكثير من الوظائف التي يتم توليدها كل عام.
العزيز بهجت المجالي الذي يكتب من النمسا يقول :- " ألا يجوز أن نأخذ من تجربة الدول التي ازداد فيها أعداد الخريجين من المدارس والجامعات قبل مئات السنين ووضعوا برنامجاً قومياً للاستفادة من كل ذرة عرق تذرف من أبنائها مساهمة في البناء والتقدم والاستقرار وقبل الحرب العالمية الأولى بمئة عام عدل قانون التربية والتعليم ليسير مع نظرية بمسارك للتكافل،والتي جعلت شعب ألمانيا وحوض الدانوب كلهم سواسية في التعليم. ،،أولاً ، وأصبح الفرز في الصفوف الأولى السابعة مهمة تربوية ووطنية وأخلاقية لفرز الطلبة لتوجهاتهم وعقولهم وإبداعهم لينتقل الأوائل المتقدمون إلى ما يسمى المدارس الثانوية وهي التي بنهايتها الناجحة تمكن هؤلاء من الالتحاق في الجامعات فقط. أما من تم فرزهم فيذهبون إلى مدارس تخصصية في السياحة وأداره الفنادق ومدارس الميكانيك والهندسة والبريد وأقسام تابعة للبلديات والجيش والأمن، ومن يتخرج ينتقل إلى ثلاث سنوات للتدريب بعد المدرسة ليلتحق في مجال عمله التخصصي مساعداً لمهندس أو ممرض في مستشفى أو مديراً لبريد، ومن يريد الدراسة في الجامعة عليه تقديم فحص يسمى المترك،ألماتورا.
ليعادل شهادته بالثانوية التي إن نجح بها تخوله الدخول في الجامعات ليتخصص في دراسة تقربه إلى مجال دراسته،ومن يذهب إلى الثانوية سيكون عددهم أقل. ومن ينجح منهم بعلامات متقدمة يستطيع الالتحاق بالجامعات،، لتكن عندنا بعد السابع. مدارس للفن والميكانيك والعمارة والسياحة والتمريض والبريد والزراعة ولتكن ثورة تعليمية جديدة لنخدم بلدنا. وليكن عمال المزارع والفنادق والمطاعم والبريد والبلديات والمطارات والمستشفيات من أولادنا وبناتنا،، المتخرجين من مدارسنا المهنية الثانوية،ومن يريد الالتحاق بالجامعة ليتقدم إلى امتحان المترك أو الثانوية،يتم الإعداد له لمدة عام،، ليدرس باختصاصه،ولنترك المجال للمبدعين الأوائل الأذكياء أن يلتحقوا بالثانوية، ومن يحصل على أعلى العلامات يذهب إلى الأمام تعليماً وثقافةً وإبداعاً في الداخل والخارج. " انتهى كلام الأستاذ بهجت.
وسواء قبل البعض هذه الأفكار والتجارب أو رفضها فإن ما لا نختلف حوله أننا بحاجة إلى حل جذري لتزايد أعداد الخريجين الأكاديميين، فكل التجارب التي عملت الدولة على إنجازها لتوسيع دائرة التعليم المهني حققت نوعاً من النجاح لكن أقل من حجم مشكلتنا مع التعليم الأكاديمي، فكثير من المهن ما زالت بأيدي العمالة الوافدة، ولو انتقل المجتمع خطوة منهجية في توسيع دائرة التعليم المهني لربما خطونا خطوة ملموسة في مكافحة البطالة والحد منها لأجيال ما زالت على مقاعد التعليم الجامعي والمدرسي.
أقدر للعزيز بهجت المجالي مبادرته وأضع هذه الفكرة بين يدي الجهات المعنية، وبخاصة أنها ليست فكرة شخصية بل تجربة لدول كبرى سبقتنا في البحث عن حلول لمشكلاتها.
(الرأي)