ما بين " التمسحة " واللامبالاه
علاء الطراونه
13-02-2008 02:00 AM
كيف يصبح المهم غير ذي قيمة ؟ ويمسي المغزى ليس بمغزى رغم كل جهود الاستقصاء الباحثة عن كل شئ الا هو , وتترتب الأشياء تنازليا في غمرة البحث عن الحقيقة , لتصبح الحقيقة بكل ما تحمل سرابا بينما تلمع في الواجهة الخلفية كل متعلقاتها التافهة .
نتداول أخبارنا باعتياد بالغ في الاعتياد , ولامبالاة مفرطة في الانتظار , ونحرص على شراء الصحيفة كل يوم لنقراء أخبار العام الماضي كانها اليوم , لتتخلى الصحف عن عناوينها الرئيسية وتستعيض عنها بعبارة واحدة " حدث في مثل هذا اليوم " , ونقرأ من جديد أخبار اليوم وكأنها كما كانت عليه قبل عام من الآن , وندّعي بأننا متابعون وقارئون ومهتمون ومراقبون ولنا أفكارنا التي تحصر دوافعنا الثقافية بحرص شديد على شراء الجريدة واحتساء القهوة , محافظين على تلك اللوحة بعيدا عن الانتفاض لخبر عادي جدا جدا عن مقتل عدد من الكذا في بلد الكذا نتيجة بعض الكذا لذي أدى الى ...... لا أعرف (لا نقرأ الأخبار كاملة ) .
ننتظر صباح كل يوم لنعرف ما حل بنا , لا نعرف ما حصل لنا اذا لم يخبرنا أحد به , لم نشارك يوما في أي شئ , تتلقفنا الرهانات من كل صوب ويجرفنا تيار أليف يبتلعنا بموافقة مسبقة لا يتبعها اي استفسار جديد سواء شراء صحيفة أخرى تحمل نفس عناوين الصحيفة السابقة نقرأ فيها مسار تيار آخر حجزنا تذاكرنا مسبقا لركوبه والاستمتاع في لامبالاتنا به .
ها أنا من جديد وعقب صبيحة كل يوم يرتفع رصيدي من التمسحة , لا يمكن وصفها بالمازوشية , هي تمسحة وفقط , لا تحمل في طياتها لذة ولا ألما ولا حلما ولا غضبا ولا حزنا ولا فرحا ولا حراكا ولا ارتعاشا حتى لا بل أنني فقدت ذلك الشعور المتعلق بالدهشة الأولى وأذكر أنني دهشت مرة واحدة ولا أعرف ما الذي حصل لي ولأسراب من دهشوا معي سابقا .