إبراهيم بوتشيش يفتح ملف خطاب العدالة في كتب الآداب السلطانية
12-02-2014 12:25 AM
عمون -تمثل الآداب السلطانية مخزونًا ثقافيًّا تراكم بالتدرج خلال تجربة تاريخية طويلة امتزج فيها الدين بالسياسة. وكان لمفهوم العدالة شأن مهم في هذه التجربة باعتباره أحد الحلول لإقامة توافق بين الحقل الديني والحقل السياسي وتذويب الفوارق بينهما.
والنصوص السلطانية، في هذا السياق، أداة مرجعية ربما تساهم في صوغ أفكار جديدة في مواجهة المعضلات الفكرية الراهنة.
يحلّل الباحث المغربي إبراهيم القادري بوتشيش في كتاب "خطاب العدالة في كتب الآداب السلطانية" (86 صفحة من القطع الصغير)، الصادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات (2014)، مفهوم العدالة كما تجلّى في الآداب السلطانية.
ويهدف هذا الكتاب إلى فتح ملف خطاب العدالة في كتب الآداب السلطانية، وهو ملف معقد وغامض بسبب الحمولات والملابسات التي رافقت تشكله وتجلياته، بوصفه قولًا سياسيًا وانتاجًا فكريا جسّد حلقة من حلقات تاريخ الأفكار السياسية في الاسلام في أبعادها الثقافية والاجتماعية والأديديولوجية إلى جانب ما يعكسه من سياسة عملية يمتزج فيها الديني بالسياسي فضلا عما يجسده من نموذج تشاركي.
فالآداب السلطانية أو ما بات يعرف بمرايا الأمراء تجسد مخزونًا ثقافيّا منبثقًا من تجربة سياسية امتزج فيها الدين بالسياسة، وجاء موضوع العدالة ضمن تجليات تلك التجربة بوصفه حلولا مقترحة ضمن اطار أخلاقي لخلق توافق بين الحقل الديني والحقل السياسي وتذويب مسافات التباعد بينمها في أفق المثاقفة وتكامل الحضارات وهو ما يجعل النصوص السلطانية خصوصًا في مجال العدالة أدارة مرجعية يمكن أن يرتشف منها الفكر العربي المعاصر أو يقف منها موقف النقد الايجابي المنتج أفكارًا جديدة ما يفيد في تشريح بعض المعضلات الفكرية العربية الراهنة.
ويعد هذا الكتاب مساهمة جديدة في صوغ أجوبة حديثة عن أسئلة قديمة وحديثة معًا مثل: مفهوم العدالة في الآداب السلطانية، والمرجعيات المولدة لخطاب العدالة لدى مؤلفي الآداب السلطانية، وموقع حقوق الإنسان في الآداب السلطانية.