ليس مطلوباً من المواطن أو النائب أو حتى الأحزاب والقوى الاجتماعية أن تتعامل كما يتعامل رئيس الوزراء أو وزير الخارجية فيما يتعلق بالقضايا التي تشغله في ملف التسوية وحقوق الفلسطينيين ومصالح الدولة الاردنية، فالطريقة التي يدير بها صاحب القرار أي ملف ليس بالضرورة أن تكون ذاتها التي يعبر من خلالها الناس عن مخاوفهم أو آمالهم أو مواقفهم من أفكار وتسريبات وما هو قاسم مشترك بين مواقف الناس وقوى المجتمع أو المواقف الرسمية هو التعامل بناء على معلومات حقيقية وليس إشاعات أو معلومات مضللة.
لكن المجتمع الحي هو المجتمع الذي يستطيع أن يعبر عن نفسه ويقول رأيه بحرية ومسؤولية وضمن أطر تخدم مصالح الدولة، والمجتمع الحي هو المجتمع الذي يستبق المحطات المفصلية الكبرى بمواقف واضحة وبعقلانية، ويرفع صوته برسالته، فالمواطن العادي ليس وزير خارجية يصمت طويلاً ويتحدث بحساب، لكن صوت الناس هم السند والداعم لموقف الدولة وسياستها في الحفاظ على المصالح العليا.
وعندما تكون هناك محطات كبرى مثل تسوية أو مشروع تسوية لملف كبير مثل الملف الفلسطيني فإن العالم ينظر باهتمام ويتابع مواقف الرأي العام وعامة المواطنين مما قد يأتي من حلول، ويتوقف طويلاً عند موقف كل جهة اجتماعية وسياسية، بل إن المواقف الشعبية القوية قوةٌ يستند إليها أصحاب القرار في مناوراتهم ودفاعهم عن مصالح الدولة، أو مواجهة الضغوط أيٍ كان شكلها وحجمها.
عندما يكون الناس والدولة يحملان ذات القضية والموقف ولديهما ذات المصالح، فإن موقف الناس حتى لو كان بصوت مرتفع جداً وبأساليب ديمقراطية لكن قوية لا يكون موجهاً للدولة بل حمايةً لمصالح الدولة، بل أننا جميعاً نعلم أن دولاً كثيرة تمارس الصمت وأحياناً التنسيق بين مواقفها ومواقف قواها الاجتماعية والسياسية الرسمية دعماً للموقف الرسمي.
من حق الناس أن تقول رأيها، ومن مصلحتنا جميعاً أن يعلم العالم أن الأردنيين حريصون على مصالحهم واستقرار دولتهم، وهم دائماً يرفعون صوتهم مناصرةً لقضايا الأمة فكيف بقضايا الأردن وأهله.
(الرأي)