مع اقتراب نتائج طلبة الثانوية العامة التي من المتوقع أن تظهر خلال الأسبوع المقبل بحسب تصريحات المعنيين في وزارة التربية والتعليم أعتقد أن على المخططين التربويين واصحاب الرأي من الاكاديميين الجامعيين الاستفادة من التجارب السابقة لهذا الامتحان الذي اصبح يشكل عبئاً وقلقاً للمواطن سواءً أكان معنياً به في هذه السنة أو في السنوات القادمة او في السنوات السابقة وسيبقى الجميع مهتما به سواءً أكان ابناً على مقاعد الدراسة او ولي امر يتابع ابنه او حتى جداً او جدة وهذا يعني ان هذه المرحلة تعني كل فئات المجتمع وطبقاته.

ما ان تظهر النتائج والتي تدلل على وضع جديد ومختلف هذه السنة عن الاوضاع السابقة بحسب التوقعات وبحسب التسريبات بنسب النجاح التي يقال انها قد لا تتجاوز نسبة العشرين بالمائة في هذه السنة لثلاثة مباحث رئيسة هي: الرياضيات والفيزياء والانجليزي وقد تحتاج الى دعم كما كان يحصل في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي حيث كانت الوزارة ترفع من نسبة النجاح لأنها تكون متدنية جداً ولكن في السنوات القليلة الماضية كانت النسب عالية جداً وكان هناك معدلات كبيرة جداً للطلبة واصبحت ظاهرة الغش ظاهرة مستفحلة لتشكل قاعدة اساسية للطلبة في مدارس ومناطق بعينها.

جاء الوزير الحالي بخطة مختلفة لوقف هذا التجاوز على هذا الموضوع بخاصة أن التوجيهي كان في فترات سابقة من الخطوط الحمراء التي يجب ألا يتم التجاوز عليها ولكن في ظل اختلاف الوضع اصبح التجاوز طبيعياً بخاصة في امتحان مصيري فكيف سمحت الوزارة في السنوات السابقة للتمادي على هذا الموضوع الذي كان له قدسية مميزة في المجتمع الاردني وكان نجاح الطالب فيه يشكل له حالة مختلفة ومتقدمة لانطلاقه في التعليم الجامعي او الحياة العملية ولكن للأسف سمحت الوزارة بالتجاوزات وغضت النظر عما يجري حتى اصبح الغش مستفحلاً في كثير من المناطق وكان على حساب مناطق اخرى لا يمكن ان يكون بلا غش حتى ان الكثير من اولياء الامور اصبحوا هم من يشجعون ابناءهم على الغش ووصل الامر ببعضهم لنقل ابنائهم لمناطق يتعزز فيها الغش ويتم السماح فيه واصبح المراقبون لا دور لهم سوى انهم شهود زور على عملية تجري امامهم بكل وقاحة وصلافة وان اعترض اي مراقب فإنه سيلقى العقاب على نزاهته وامام هذه الحالة اصبح المراقبون يحسبون الحساب للعقاب من الطلبة واولياء امورهم اكثر من حسابهم للمهمة التي اوكلت اليهم.

الحالة اصبحت مزرية والوضع صعب ويبدو أن وزير التربية الحالي وضع يده على الجرح وحاول ورغم ذلك كان هناك تجاوزات لأن عملية الغش اصبحت طبيعية في كثير من المناطق ومن الصعب السيطرة على الوضع لإعادته الى ما كان عليه بخاصة أن التخريب سهل جداً ولكن اصلاح التخريب اصعب بمئات المرات من ما يحدثه الخراب.
أعتقد ان الحلول الافضل للتوجيهي إعادة النظر فيه من كل الجوانب وان توجد طريقة اخرى للتعامل معه وأغلب الظن ان ضبط العملية قد يكون صعباً ولكن الوضع الأمثل هو اعادة النظر في الآلية وهو ما تحدثت عنه خطط تربوية سابقة.
(الدستور)