نعيش هذه الايام ذكرى الوفاء والبيعة وهي مناسبة تاريخية سطر فيها الاردنيون نموذجا يحتذى في الدولة العصرية دولة المؤسسات ودولة القانون من خلالتكريس الانتقال السلس للسلطة من الملك الباني طيب الله ثراه الى ولي العهد الامين .
ففي السابع من شباط من العام 1999 شاءت ارادة المولى جلّت قدرته ان يكون يوم وداع الاردنيين لقائدهم وباني نهضة الاردن الحديث الحسين بن طلال طيبالله ثراه بانتقاله الى جوار ربه راضيا مرضيا وهو اليوم ذاته الذي بايع فيه ابناء وبنات الشعب الاردني جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الذي تسلم سسلطاته الدستورية في ذلك اليوم الاردني المشهود.
ومنذ اللحظة الذي تسلم فيها جلالة الملك عبداللة الثاني سلطاته الدستورية اعلن ان اسرته كانت اربعة افراد واصبحت اربعة ملايين (عدد سكان الاردن في تلك الفترة ) في اشارة واضحة على ثقته بقدرته على تحمل المسؤولية والعمل على حمايتها وتحسين مستوى معيشتها مجددا الوعد على ان يراكم على انجازات الراحل الكبير ومستندا الى صلابة الارادة والعزيمة التي يتمتع فيها الشعب الاردني بتوجيه من القيادة الهاشمية .
خمسة عشر عاما مضت على يوم الوفاء والبيعة حقق الاردن خلالها بدعم وتوجيه متواصلين من قيادته الهاشمية انجازات كبيرة على طريق الاصلاح والديموقراطية يأتي في مقدمتها انشاء الهيئة المستقلة للانتخاب التي اصبحت المشرفة والمنفذة للانتخابات منذ صدور الارادة الملكية باجرائها وحتى ظهور النتائج دون تدخل حكومي وتاسيس المحكمة الدستورية التي تعتبر المرجعية الدستورية للقوانين والانظمة المتعلقة بالانتخابات وتفسيرها بالاضافة الى قانون الاحزاب وقانون الانتخاب حتى بلغت التعديلات التي تم اجراؤها على دستور عام 1952م اثنين واربعين تعديلا ....على طريق تكريس الاردن نموذجا في التعددية والديموقراطية وحقوق الانسان وصولا الى تحقيق العدالة وسيادة القانون والمشاركة الشعبية في صنع القرارومكافحة الفساد والفاسدين .
وتشكل رسالة عمان التي اطلقت في التاسع من تشرين الاول عام 2004م انجازا اخر على طريق تعريف العالم بمبادىء الاسلام السمحة واحترامه للاخر ونبذه للعنف والارهاب والتطرف بكافة اشكالهوالعمل على محاربته وتجفيف منابعه ، هذا بالاضافة الى دعم جلالته للقضايا العربية والاسلامية في المحافل الدولية كافة وفي المقدمة منها القضية الفلسطينية .
في يوم الوفاء والبيعة يجدد الاردنيون الولاء لقائدهم والانتماء لتراب هذا الوطن الغالي ضارعين الى المولى عز وجل ان يحمي الاردن وشعب الاردن في ظل قيادته الهاشمية من كل شر وسوء ليبقى الاردن امنا مستقرا على مر الايام .