بائع عصير عمّاني عريق: أنا نادم لان (بيريز) تناول عصيري
10-02-2014 04:45 PM
عمون - اخلاص القاضي - لا شيء ينغص حياة الشامي ابو محمد الشالاتي بائع العصير المعروف منذ عقود في وسط عمان، سوى لحظة تقديمه كأس عصير دون علمه لرئيس كيان الاحتلال الاسرائيلي شمعون بيريز وزوجته قبل اعوام.
فمنذ ان ارتحل قادما من دمشق في اربعينيات القرن الماضي، حط الدمشقي ابو محمد الشالاتي رحاله في قاع عمان مفترشا ارضها بيتا ومصدرا للرزق حتى صار موقعه من معالم وسط المدينة.
الشالاتي صاحب اقدم وربما اشهر محل لبيع العصائر الطبيعية في وسط البلد، يغص محله الذي لا تتجاوز مساحته امتارا عدة بزبائن على مدار الساعة، يستقبل اهل الفن والصحافة والثقافة والسياسة ايضا، وزبائن خبروه منذ ان بدأ " المصلحة"، يقصدونه لطيب ما يقدم من عصائر.
طوال نصف قرن راكم ابو محمد الشالاتي خبرة اتت له بسمعة طيبة، يقول انها "خدشت" بتناول بيريز عصيره على الرغم انه لم يعرفه.
واوضح انه عرف لاحقا بان زبونا غير مرحب به قد تناول عصيره، وقال ان بيريز صرح لاحدى الصحف بانه تناول عصيرا من وسط عمان. واضاف انه حين قصد بيريز محلي التبس عليّ الامر وشعرت أنني رأيته من قبل، غير اني لم اميزه ولم اجادله حيث كان المحل يعج بالزبائن، وهو ما دفعني للتدقيق في هوية الزبون لئلا يكون اسرائيليا .
الشالاتي تشده تلك الايام حين كان يبيع بها كاس شراب السوس بـ " تعريفة " والتمر هندي بـ " قرش " والجزر بـ " قرشين "، اما الكوكتيل فكان على حد قوله غالي الثمن، اذ باعه بخمسة قروش.
الشالاتي الذي كان استاذا للرياضيات انكب على تطوير منتجاته التي حافظ على وجودها صيفا وشتاء ما انتج فكرة " سوق الوحمانات "، الذي يوفر جميع انواع الفواكه على مدار العام، ليصبح مقصدا للباحثات عن نوع مفضل من الفواكه اثناء فترة الحمل. الخمسيني ابو احمد، صديق للشالاتي منذ عقود، يقصده من منطقة دير علا الواقعة في الاغوار الوسطى، يقول :" حريص وعائلتي على تناول المشروبات والعصائر الطبيعية من هذا المكان الذي بات شاهدا على تاريخ وسط البلد وتطوره"..
يضيف ابو احمد : اشعر وانا هنا انني في قلب بلاد الشام حين اقصد قاع المدينة واجالس دمشقيا عريقا و قادم من منطقة تنهل روحها من سحر نهر الاردن , انها توليفة العشق لمنطقة عربية ضاربة جذورها في تاريخ آسر تراثيا وحضاريا . وبذلك يوفر محل الشالاتي وفقا له اجواء عراقة تاريخية تستحضر رائحة الياسمين والقيصوم والزيتون مؤكدا ان هذا المكان اضحى ملاذا للباحثين عن قسط من الراحة النفسية والهدوء وان اختلط بفوضى منظمة , الا انها منشودة هروبا من ضجيج المدنية ونمطها الاستهلاكي المتسارع , يختم ابو احمد.
بترا