حين تتحدث عن افات وطنك،يتهمك الكثير بالسلبية و الثرثرة الساخطة التي لا تسمن ولا تغني من جوع و لا ينتج عنها الا كل "وجعة راس"
ولم يعلم المساكين من هؤلاء ان السبب الاكبر لتكاثر هذه الافات و تماديها هو تفادينا للحديث عنها منذ البدء! ..

ان المشكلة ليست في الفساد ،و السرقات ، و الالتواء السياسي ،و الممارسات المستفزة للمسؤولين و الخيرات المنهوبة ، و الترهل الحكومي، و التضييق على المواطن و الغلاء المعيشي و الموارد المستغلة لغير صالح الوطن و ..و .. و ..الخ ..

بل المشكلة كل المشكلة في سكوتنا نحن عن كل ما سبق!!

علما بان ما سبق يا سادة هو مسألة طبيعية قد تصادف أي دولة في العالم حتى اعظمها واعدلها إلا ان استمرارها و عدمه يعتمد كليا على نظرة الشعب لحقوقه أولا و آخرا ! ..تقديرا كانت ام استهانة !
كنت اود ان انهي حديثي عند هذه النقطة ، إذ أني أفضل ما قل و دل من الكلام ، لكن، للأسف مازلت اتحدث _ مجبر أخاك لا بطل _لمعرفتي الجيدة بتلك الفئة التي حين يتعلق الامر بحقي وحقك تجد افرادها يعثرون لك على ألف ألف حجة و مخرج لاستنكار حديثك الذي ينادي اساسا بمصلحتهم ! ..وصدقا مازلت اجهل السبب

عزيزي من كنت واحدا من هؤلاء دعني اوجع رأسي ورأسك قليلا " فقط فقط" كي نعيش بكامل كرامتنا اخرا !
بالاضافة الى اني ممن يرتاحون بإيلام رؤوسهم مقابل ارضاء ضمائرهم.

ان الصمت مقصلة تعدم الحقوق ويد تربت على كتف هاضمها كي لا ينتهي ابدا !
..ان كان صمتك جهلا بما يحدث، أتفهمك و لكنها مصيبة ،وإن كان خوفا أعذرك، الا انها مصيبة أعظم ،و ان كان يأسا من تغير الحال فهذه أعظم و أعظم ..أما وإن كان لا مبالاة بأخيك المتضرر وانشغالا
بقضاياك الشخصية فتلك قمة المصيبة وأعزيك بفقدان الضمير
ستقول لي بالطبع : وماذا تريدين ان نخرج في كل شارع ان نصرخ
ان يقتل بعضنا بعضا ان نجوع اكثر ان يضيع ما تبقى لنا من حقوق؟

الهي كم بات مبتذلا هذا السؤال ! بربك، أولم تخطر لك على بال أيما وسيلة لتطلب حقك بها سوى التشرد و الضياع والموت؟ ام قد زرعوا فيك السؤال هذا تكميما لكل افواه الحقيقة،
لا، فأنا شخصيا لم أثق يوما بحراك يغلق الطرقات ، لم اؤيد انقلابا عنيفا في حياتي و لا انشد ثورة شرسة.. احدثك عن طلب صريح لا صريخ و شتان ما بينهما

،اقصى ما اتمناه هو ان يدوي صدى مطالبتك ب ((أقل الحقوق)) في أذن مغتالها ! ولو باحرف مكتوبة ولو برسمة كاريكاتورية ولو بلغة الاشارة !!

... إن كان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
اخبرني اذا ما نفع انين الغريق طالما ليس له نداء يسمع؟؟

سوار الصبيحي.