المتتبع لأمور قطاع النقل العام ومن يتنقل من خلالها يكتشف درجة المعاناة الخطيرة والاستغلال المكشوف للراكب إضافة للابتزاز الذي يتعرضون له.كيف نسير في سيارتنا الخصوصية ونقبل على أنفسنا ونشاهد أبنائنا وطلبتنا ينتظرون لساعات طويلة من أجل الحصول على مقعد يوصلهم لمنازلهم وإعمالهم دون منغصات وقهر وانتظار المغلوب على أمرهم .
أين هي هيئة تنظيم قطاع النقل التي وعدت بتوفير شركات وحافلات للركاب والقضاء على أزمات الركاب المتزايدة والمتعاظمة وغيرها من الوعود الكاذبة لحل مشاكل الركاب في المملكة.
أين هم المسئولين الذين تعهدوا من خلال الرد على كتاب التكليف السامي بالنزول للشارع ومشاهدة معاناة المواطنين سواء العاملين في الهيئة أو العاملين في وزارة النقل العام للوقوف مع هموم الركاب ومشاهدة معاناتهم اليومية وسماع قهرهم ومشاكلهم المؤلمة والتي حولتهم الى مواطن عبوس مسود مقهور لا يبتسم .
الراكب يدفع أجرته المضاعفة ولا يطلب المنة من أحد لذا يريد حافلات قادرة على خدمته وليس قرارات تزيده قهرا ومشاكل والمزيد من الانتظار حيث يدفع المواطن أضعاف الأجرة المنطقية التي تتناسب مع طول الخط وما يدلل على ذلك نرى أسعار الحافلات العاملة في العاصمة وعلى خطوط الزرقاء عمان والجامعة وباصات صويلح عمان ورغدان سحاب وغيرها والتي وصلت إلى أكثر من 80 ألف للحافلة الواحدة لتحول مالكيها إلى إقطاعيين ومتنفذين جراء الأجرة المرتفعة والظالمة.
هذه الملايين التي تدخل جيوب أصحاب هذه الحافلات هي حق معتدى عليه على جيوب الفقراء والمقهورين والتي يتوجب على الهيئة بالعمل على تخفيض هذه الأجور المرتفعة التي ستدفع الى زيادة الفقر والفقراء مقابل ارتفاع أعداد الإقطاعيين من أصحاب هذه الحافلات.
إذن هناك خلل بدأ مع نشوء الهيئة التي لم تكتمل في ظل تراجع هيبتها وسيطرتها على الحافلات العمومية وهنا نطرح السؤال التالي من حذف اجرة التجزئة التي كانت مقررة وبقوة ايام كان تنظيم امور النقل بيد الامن العام فهل يعقل ان تصبح اجرة صويلح الجامعة تساوي اجرة السلط رغدان فاين هو العدل في ذلك .
أجرة خطوط العبدلي القديم او طبربور الحديث الى رغدان بواسطة هذه الحافلات هي أعلى من أجرة السرفيس بمرة ونصف وهذا لا يحدث إلا في الأردن إضافة الى عدم وجود الفكة لا في المجمعات ولا في الحافلات ومن خلال هذه الطرق يتم نهب جيوب المواطن واستغلاله بطريقة تزيده قهرا وفقرا.
والله نحن مع محاربة الفقر والتوجهات الملكية السامية التي ترتحل كل وقت إلى كافة أرجاء المملكة لتـامين السكن والغذاء للفقراء لكن الآخرين وللأسف امتهنوا السيطرة على قرارات المسئولين وينفذون ما لمصالحهم وليس لمصلحة المواطن الغلبان لتصبح الهيئة بدون هيبة.
انا مع كل هذه التجاوزات والاجور العالية لكن بالله عليكم وفروا حافلات كافية لنقل المواطنين الذين يصبحون عاجزين حتى عن تأمين تكسي مكتب فهل راعت الهيئة الزيادة السكانية في المملكة ومدى الحاجة الفعلية للحافلات التي حل مكانها ارتفاع دخول تاكسيات المكاتب وارتفاع أسعارها .
أما الخلل الأشد خطورة هو تفريغ الخطوط التي تخدم المواطنين من الحافلات ونقلها بصورة فوضوية وبالواسطات إلى خطوط حيوية ومنها على سبيل المثال خطوط القرى في عين الباشا وتحويل العديد منها للعمل على خطوط صويلح البقعة لتترك فراغا كبيرا.
هذه الاختلالات فتحت الباب على مصراعيه أمام باصات الكيا والهونداي الخصوصية لسد النقص مما أدى الى انتشارها وارتياح المواطنين لهذه الخدمة التي انعشها الموطنين انفسهم دون الحاجة للخطط الفاشلة للهيئة والتي أصبحت تعمل جهارا نهارا في نقل الركاب والوقوف علنا في غالبية المجمعات وفي نقل الموطنين والطلبة من اماكن عجزت الهيئة عم سد هذه الثغرة .
تصوروا الكيل بمكيالين ولا اعني هنا أي جهة كانت بل سأنقل صورا مأساوية شاهدتها فهل يعقل أن يقوم الباص الكبير التابع لشركات النقل بتحميل عشرات المواطنين المجبرين على ركوبه قهرا بينما يسجن السائق في حال قام بتحميل أي راكب زيادة.
والله زريبة الأغنام هي أفضل بكثير من الاكتظاظ في دفع الركاب داخل الحافلات الحديثة حيث تصبح أنفاس الركاب ووقوف المرضى والعواجيز والنساء متلاصقين جسد بجسد دون الحصول على أي مقعد فهل هذه هي الخدمة المحسنة التي وعد بها المواطنين ام هذه التحسينات جاءت لأصحاب هذه الشركات.
هل يعقل ان تبقى مناطق في العاصمة ومناطق عديدة نشأت خلال العشر سنوات الأخيرة في أنحاء المملكة معزولة عن النقل العام وهل يعقل ان الحافلات لا يوجد فيها أي كرت يبين الأجرة وهل يعقل ان تعمم الهيئة أجرتها خلال اليومين الماضيين دون توزيع هذه اللوائح وهل يعقل ان لا يتم مراجعة أجرة الخطوط .
الفوضى قادمة وأول بوادرها الاعتصامات التي عمت أنحاء المملكة والاحتجاجات التي يخجل المواطنون التعبير عنها احتراما لهيبة هذه الدولة ليبقى صوت المقهورين فمن يستطيع سماعه والأخذ به.
أعتقد ان على الحافلات الصغيرة ان تنتفض لإنقاذ أبنائنا وطلبتنا وأخواتنا وجنودنا البواسل من قهر الانتظار والقرارات الميتة والسيئة التي لم تعد تجدي في تحسين عمليات النقل العام والتخلص من عمليات الاستغلال التي أكلت دخولهم لتذهب لجيوب المتنفذين حتى لو خالفت كل القوانين العالمية بعد نجاحها في خدمة القرى والمناطق البعيدة.
اعتقد جازما ان الوقت قد حان لاعادة دور الأمن العام في ضبط أمور وهيبة النقل العام لتصويب هذه الاخطاء وتعنيف كل من يتطاول على قرش الفقير وتزويد كل الخطوط بالحافلات اللازمة والا فالقهر سيزداد والفقر سيزداد والمخالفات ستزداد ونحن الاردنيون والحكومة الجديدة وقائدنا ابا الحسين نطمح لتوفير كل سبل الراحة للمواطن واعادة الابتسامة له.