نوعية التعليم وثقافة العمل الحر
مثقال عيسى مقطش
09-02-2014 02:08 AM
هل اننا احوج ما نكون في المرحلة الراهنة الى تعزيز ثقافة العمل الحر والاستثمار فيه وتسهيل اجراءآته باقصى المستطاع ، ودعمه بطريقة عملية تسهم بكفاءة وفعالية في الحد من ظاهرتي الفقر والبطالة ؟
وهل حان الوقت ان يقوم كل مواطن باعادة النظر في مسلكياته الاقتصادية ، وان يقوم القطاع الخاص بدوره المجتمعي ، وان تقوم الجهات المختصة بتطوير القوانين والتعليمات والانظمة وآليات التطبيق بما يخدم توجهات وطنية واضحة قائمة على محاور اقتصادية واجتماعية من ضمنها : اعتمادية على الذات ، وثورة بيضاء في سلوكياتنا لتدعيم ثقافة العمل الحر ؟
لقد حاول الاردنيون تطبيق منظومات اقتصادية واجتماعية متعددة ، ولكن تبرز الى السطح منظومة من الاسئلة المتتابعة وهي : الى ماذا وصلنا وماذا حققنا ، وهل استطعنا القفز بالمجتمع الى وضع اقتصادي خال من بؤر الفقر والجوع ، ام استطعنا ان نوفر فرص عمل للباحثين عن الوظيفة !؟ ام استطعنا ان نشجع الابداع ، ونعزز ثقافة العمل الحر من خلال تفعيل قناعات الشباب بأهمية القيمة المضافة ، ام استطعنا ان نربط بين التخصصات العلمية وبين احتياجاتنا الفعلية !؟
وبعد تجارب على مدار اكثر من اربعة عقود زمنية ، فهل استطعنا ان نطور في عقلية الطالب الجامعي ومناهج التعليم بما يوفر لدينا خريجين لديهم الرغبة والقدرة على اختراق السوق من خلال عمل حر ينمو مع مرور الوقت ، ام فقط تضاعفت لدينا ارقام واعداد حملة الشهادات ، وهم غير متمتعين بثقافة الاعتماد على الذات ، والانخراط ضمن محاور العمل الحر !؟
وهنا استذكرعبارة استقيها من رسائل اخوان الصفا في القرن الثالث الهجري " قطعة الحديد بدرهم .. فاذا صنعتها اسطرلابا صارت بمائة دينار ( اي الاف اضعافها ) .
ولقد اثبت التاريخ انه لا يمكن لأمة ان تواصل مسيرتها وان تبقى شامخة ، الاّ اذا عاشت الواقعية من خلال الاستغلال الامثل لمواردها المتاحة ! وهذا يعني ان ارادة الشعوب تأتي في المقدمة اذا تعاملت مع واقعها بمصداقية ، بعيدا عن الشموخ الاصطناعي القائم على الرفاهية المؤقتة المستندة الى القروض والمنح الخارجية ، وكثيرا من دول العالم استطاعت ان تقف على اقدامها بقوة بعد ان عاشت تقشفا قاسيا لسنوات ضمن خطة مدروسة وهادفة .
اننا امام تحديات قوامها الكم الهائل المتنوع من المؤهلات والقدرات النظرية العالقة في عنق الزجاجة كون اصحابها يتطلعون الى وظائف ، في الوقت الذي اذا اتيحت لهم فرصة الاندماج في العمل الحر سيبدعون !
فهل نعيد النظر في نوعية التعليم بما يعزز منطلقات وثقافة العمل الحر !؟