تفخيخ باصات نقل عام يثير رعب اللبنانيين
08-02-2014 02:46 PM
عمون - برهان الأشقر - اصبحت وسائل النقل العام مصدر قلق جديدا يعتري اللبنانيين الذين لا يجدون مفرا من ركوبها للوصول الى اماكن عملهم والعودة الى منازلهم، خصوصا بعد ان فجر انتحاري نفسه في باص للنقل العام في الشويفات اخيرا، ليصبح الإرهاب شريكا مرعبا للأبرياء في وسائل تنقلهم.
احد سائقي تلك الباصات على خط الشويفات قال لـمراسل (بترا) في بيروت، "ان الناس باتت تشعر بخوف شديد، ما اثر على عملنا بشكل كبير، فنحن نقوم بإيصال طلاب الجامعة، وفي احسن الأحوال نعود براكبين او ثلاثة فقط، وفي معظم الاحيان بلا ركاب". سائق آخر، قال "لقد حصلت على جهاز مثل الذي يحمله رجال الأمن عند مراكز التسوق لكشف المتفجرات في السيارات، وأقوم بفحص كل راكب يدخل الى الباص وانا جالس في مكاني بتوجيه هوائي الإرسال الخاص بالجهاز نحو الراكب".
وأضاف "حتى الركاب انفسهم اصبحوا يتأملون كل راكب جديد يدخل الحافلة ويتفحصونه بعيونهم التي يملأها الخوف من ان يكون مفخخا.. بصراحة، الراكب السمين اصبح موضع شبهة، والواقع يفرض ان أكون سائقا لباص للوسماء فقط". وبشكل ساخر الصق العديد من السائقين اعلانات تحذيرية على الزجاج الأمامي لباصاتهم تحدد فيها نوعية الركاب المسموح لهم بالركوب.. احدهم كتب على ملصقه "ارفع جاكيتك لأعلى واكشف بطنك لكي تركب".
ملصق آخر تضمن عبارة "اللباس الرسمي لركاب الباص: شورت وتي شيرت .. على ان يكون نصف البطن مكشوفا"، بل ان بعض سائقي الباصات منحوا انفسهم حق تفتيش الأكياس التي بحوزة الركاب قبل ركوبهم تجنبا لاحتوائها على ما يشكل خطرا محتملا (متفجرات)، ولكن هذه الإجراءات لم تساعد في تخفيف حدة الخوف لدى الركاب.
علي كنج، طالب جامعي، قال لمراسل (بترا)، ان الرحلة من المنزل الى الجامعة بالباصات اصبحت الحديث اليومي لطلاب الجامعة، حيث يروي كل منهم ما حصل معه من طرائف ومخاوف اثناء الرحلة، مشيرا الى انه لا سبيل اخر لهم الا ركوب الباصات للوصول الى الجامعة والعودة الى المنزل. وقالت الطالبة سميرة عودة ان الكثير من الطلاب خصوصا الشباب اصبحوا يفكرون باقتناء دراجة نارية ليتجنبوا ركوب الباصات، لافتة الى ان زميلا لها قرر المجيء الى الجامعة بدراجته الهوائية لأن بيته لا يبعد كثيرا عن الجامعة.