الملك يلتقي فعاليات اقتصادية في المكسيك
07-02-2014 01:32 AM
عمون - فايق حجازين - التقى جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم في العاصمة المكسيكية مكسيكو ستي قيادات اقتصادية، وأعضاء الغرفة العربية المكسيكية للتجارة والصناعة.
وأكد جلالته، خلال اللقاء، أن الأردن حقق خطوات متقدمة لتعزيز أداء الاقتصاد الوطني على مختلف المسارات، عبر إقرار تشريعات تعزز النشاطات الاقتصادية وتنهض بمسيرة التنمية الشاملة.
وأشار جلالته إلى أن الأردن استطاع، رغم تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية والظروف التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، أن يحافظ على ميزة الأمن والاستقرار، بالتزامن مع تنفيذ الخطط التنموية.
ولفت جلالته، في هذا الصدد، الى النجاحات التي حققها الأردن في تحويل العديد من التحديات إلى فرص والبناء عليها، ما مكنه من تعزيز المناخ الاستثماري الجاذب، وتوفير بيئة مستقرة جعلت منه وجهة مهمة للاستثمارات الأجنبية على مستوى المنطقة.
وأشار جلالة الملك إلى أهمية القطاع الخاص، كونه شريك في عملية التنمية، ولدوره في تعزيز بيئة الأعمال والاستثمار، وإيجاد فرص عمل جديدة، خصوصا للشباب.
واستعرض جلالته مزايا الموقع الاستراتيجي الذي يتميز به الأردن، كحلقة وصل بين آسيا وأفريقيا وأوروبا، وقال جلالته إن "لقاء اليوم سيعمق العلاقات، ليس فقط بين الأردن والمكسيك، بل بين العالم العربي وأميركا اللاتينية بشكل عام".
ولفت جلالته إلى أن السوق الأردنية، بعد توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية والدولية، تشكل بوابة لما يزيد على مليار مستهلك في العالم، ما يصب في مصلحة المستثمرين ورجال الأعمال الراغبين بالاستفادة من هذه الميزات.
وأشار جلالته إلى أن المملكة مهتمة في جذب الاستثمار في مشروعات حيوية في مجالات التعدين والسياحة والنقل وتكنولوجيا المعلومات والطاقة والمياه، وتعمل على إزالة مختلف العقبات أمام رجال الأعمال الراغبين بالاستثمار في مختلف القطاعات الاقتصادية والتجارية.
ودعا جلالته ممثلي كبرى الشركات والمؤسسات الاقتصادية المكسيكية ورجال الأعمال، خلال اللقاء، إلى زيارة الأردن للاطلاع على الفرص الاستثمارية المتاحة وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص ورجال الأعمال الأردنيين.
وأعرب جلالة الملك عن تقديره لمجتمع الأعمال المكسيكي واهتمامهم بالتعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة في الأردن، لافتا في هذا الصدد إلى ان زيارته ستشهد توقيع العديد من الاتفاقات بين الأردن والمكسيك.
وقال جلالته "نأمل أن يسهم هذه الاجتماع بتعظيم الشراكة مع المكسيك، أحد الاقتصادات الأبرز على مستوى العالم، وبناء علاقات بعيدة المدى بين بلدينا".
ولفت جلالة الملك إلى أن افتتاح السفارة الأردنية في المكسيك، المزمع أواخر العام الحالي، سيسهم في إدامة التواصل بين مجتمع الأعمال في البلدين، وتسهيل التبادل التجاري والاستثماري في الاتجاهين.
وقال جلالة الملك إن الأردن والمكسيك يتشابهان بقدرتهما على التكامل الاقتصادي، لاسيما وأن الأردن تمثل بوابة طبيعية للمنتجات المكسيكية لدول الشرق الأوسط، مثلما تعد المكسيك بوابة للأردن لدول أميركا اللاتينية.
من جهتهم، أعرب رجال الأعمال وممثلو الفعاليات الاقتصادية المكسيكية، عن تقديرهم للدعم الذي يقدمه جلالة الملك لتشجيع وجذب الاستثمارات من المكسيك واميركا اللاتينية بشكل عام إلى الأردن، وفتح مجالات التعاون الاقتصادي وآفاق الاستثمار أمام القطاع الخاص.
كما أبدوا إعجابهم بالنموذج الأردني في توفير البيئة الملائمة للاستثمار الأجنبي ومنحه المزايا التي تمكنه من الاستفادة من بيئة الاستقرار التي يمتاز بها في المنطقة.
واكدوا استعداد الجانب المكسيكي، من المؤسسات الاقتصادية ومنظمات القطاع الخاص، في التعاون مع الجانب الأردني في مجالات البحث والتطوير ونقل المعرفة وتبادل الخبرات، لاسيما في مجالات الصناعية والنقل وتكنولوجيا المعلومات.
وقالوا إن الأردن يعد أهم الشركاء للمكسيك في منطقة الشرق الأوسط، وتعد السوق الأردنية نافذة للفرص الاستثمارية، وبوابة المنتجات المكسيكية للشرق الاوسط.
وأشاروا إلى أن الاحتفال بمرور 40 عاما على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الاردن والمكسيك سيكون عن طريق تمتين العلاقات الاقتصادية والاستثمارية وزيادة حجم التبادل التجاري بالاتجاهين، خصوصا بعدما نما بنسبة كبيرة وأرتفع إلى نحو 61 مليون دولار في العام 2013 مقارنة مع نحو 4 ملايين دولار في عام 2012.
وأبدى رجال الأعمال المكسيكيين اهتماما بالمشروعات الكبرى التي ستنفذ في المملكة، خصوصا في مجالات الطاقة والنقل والمياه، وكذلك التعاون في مجال صناعات الأدوية وتكنولوجيا المعلومات.
وقال وزير الاقتصاد المكسيكي الديفونسو جواخاردو إن هناك توقعات إيجابية من قبل مجتمع الاعمال المكسيكي لنتائج زيارة جلالة الملك إلى المكسيك لتكون بداية علاقات اقتصادية متينة تمهد لها اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين.
وأضاف، خلال لقاء جلالة الملك مع القيادات الاقتصادية المكسيكية، "نأمل أن يستفيد رجال الأعمال في بلدنا من الموقع الاستراتيجي للأردن للنفاذ منه إلى أسواق دول منطقة الشرق الأوسط، وهذا ما ستؤسس له اتفاقية التجارة الحرة التي سيتم توقيعها بين البلدين"، إلى جانب الاستفادة من مزايا الاتفاقيات التي وقعتها الأردن مع أبرز الاقتصادات في العالم للوصول إلى أكثر من مليار مستهلك حول العالم.
وقال وزير الصناعة والتجارة والتموين، الدكتور حاتم الحلواني في مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن زيارة جلالة الملك إلى المكسيك مهمة جدا كونها تمهد الطريق للانفتاح على ثاني أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية والاقتصاد رقم 13 على مستوى العالم.
وبين أن وجود المكسيك كعضو فاعل في اتفاقية التجارة الحرة لدول شمال أميركا (النافتا) وتوقيع اتفاقية تجارة حرة بين الأردن والمكسيك قريبا، سيعطي المصدر الأردني فرصة كبيرة للنفاذ للسوق المكسيكية ويفتح آفاقا جديدة أمام المستثمرين ورجال الأعمال الأردنيين.
ولفت إلى أن الزيارة ستشهد توقيع ثلاث اتفاقيات ومذكرة تفاهم أبرزها التمهيد لمفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين وفي مجالات التعاون التربوي والثقافي والتعليم والفنون والثقافة والرياضة والتعاون التقني في مجالات السياحة والزراعة والبيئة والصحة والطاقة.
وقال الدكتور الحلواني "إنها زيارة مهمة بكل المقاييس ونأمل أن تنعكس بشكل سريع على الاقتصاد الأردني وزيادة حجم التبادل التجاري في الاتجاهين".
وبين أنه تم الاتفاق مع وزير الاقتصاد المكسيكي على تبادل وفود أردنية مكسيكية في الشهور الثلاثة المقبلة لاستكشاف الفرص الاستثمارية وبدء مرحلة جديدة من العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وأكد مدير عام غرفة التجارة العربية المكسيكية فرانسيسكو كونزاليس أن اللقاء مع جلالة الملك مهم جدا سيتبعه خطوتين، الأولى لتعزيز التبادل التجاري، حيث سيتم ارسال وفد من رجال الأعمال المكسيكيين إلى الأردن في عضون ثلاثة أشهر واستقبال وفد رجال أعمال أردنيين لتوثيق العلاقات والتمهيد لتوقيع اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين.
وقال لـ (بترا)، " اتفاقية التجارة الحرة ستعمل على زيادة التبادل التجاري، الذي لا يعكس حاليا حجم الاقتصاد في الاردن والمكسيك، ونأمل أن يكون بمستوى أفضل في المستقبل".
وأضاف أن الخطوة الثانية ستكون الاهتمام بالاستثمار المحرك الرئيس للعلاقات الاقتصادية، حيث سيتم تشكيل وفد من المستثمرين المكسيكيين لزيارة الأردن في النصف الثاني من العام الحالي، لاكتشاف الفرص الاستثمارية المتاحة في المملكة في مجالات عديدة، أبرزها البنية التحتية والصناعات الزراعية والادوية وتكنولوجيا المعلومات.
بدوره، قال رئيس شركة تريني الصناعية لويس باردو إن شركته اختبرت البيئة الاستثمارية في الأردن من خلال توزيع المنتجات الصناعية في السوق الأردنية، مشيدا في البيئة الاستثمارية في المملكة.
واضاف إن الحكومة الأردنية عملت بالتعاون مع غرفة التجارة العربية المكسيكية، على تذليل الصعوبات وإزالة التعقيدات التي واجهت عملية التصدير إلى المملكة حيث تتم حاليا بكل سهولة ويسر.
وقال إننا نبني أمالا كبيرة على اتفاقية التجارة الحرة بين الأردن والمكسيك لتكون السوق الأردنية منطلقا للصادرات المكسيكية إلى دول الإقليم "التي تحمل توقعات نمو كبيرة، ومتفائلون بنمو حجم الأعمال بين البلدين مستقبلا".
وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومدير مكتب جلالة الملك، ووزير الصناعة والتجارة والتموين، والسفيرة الأردنية غير المقيمة في المكسيك.
يذكر أن الأردن والمكسيك يرتبطان باتفاقية تعاون وفرت بيئة ملائمة للتبادل التجاري، حيث بلغت قيمة التبادل التجاري حوالي 61 مليون دولار بالاتجاهين في العام الماضي 2013.
وعندما يتوصل الأردن إلى توقيع اتفاقية التجارة الحرة مع المكسيك، سيكون فد استكمل توقيع اتفاقات التجارة الحرة مع دول شمال أميركا (النافتا) التي تضم الولايات المتحدة الأميركية، وكندا، إلى جانب المكسيك.
بترا.