كلمة النائب حسن عجاج في خطة كيري
06-02-2014 03:51 PM
عمون - كلمة النائب حسن عجاج في المناقشة العامة لخطة كيري:
سعادة الرئيس، الاخوة و الاخوات أعضاء المجلس
قال معالي وزير الخارجية في بيانه أمام مجلس النواب إن المسعى الأمريكي جاد . وأن زيارات وزير الخارجية المتكررة تتم بالتنسيق والتشاور مع الأردن لإطلاعه على مجرى الأمور .
يُفهم من هذا الكلام أن الأردن مطَّلعٌ على أَهم البنود الواردة في الإطار التي تُعرض على الجانب الفلسطيني . والسؤال الذي يفترض أن يجيب عليه معالي وزير الخارجية هو : هل هناك تنسيق بين القيادتين الأردنية والفلسطينية حول ما يعرضه كيري على الأردن ؟ وهل ما يتم عرضه على الجانب الفلسطيني هو نفسه ما يعرض على الأردن ؟ وهل هناك شعور لدى المسؤولين في الأردن بأن كيري لا يطلعهم على بعض القضايا المتعلقة ببنود القضية ؟
ما هي المصالح الوطنية العليا التي يمكن أن تتعارض مع التسوية إذا تحققت ؟
من خلال استعراض سياسات أمريكا في المنطقة ، ومواقفها من مجمل القضايا العربية ، نلاحظ أنها تتسم بالعداء ، وتقف إلى جانب حليفها الاستراتيجي " اسرائيل " . وما غزوها للعراق وتدمير مؤسساته و اشاعة الطائفية والمذهبية بين سكانه ، وإمدادها للمسلحين الارهابيين في سوريا بشكل علني ، ووقوفها ضد أي دولة ترفض سياساتها إلا دليل على أن أمريكا لا يمكن أن تكون وسيطاً نزيهاً.
هل يعتقد معالي الوزير أن السقف الزمني المحدد هو مقياس على جدِّية المسعى الأمريكي لإنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من خمسة وستين عاماً ؟ أم إن المسألة لا تتعدى تمرير الوقت الذي يعمل لصالح العدو في ظل الوضع العربي الرديء؟
لقد أدت تداعيات إطار كيري إلى خلق أجواءٍ مشحونة بالغضب لدى الشعب في الاردن، وأثارت الخوف على مستقبل البلدين. وتنادت إلى إعلان الاحتجاجات لرفض المشروع، واعتباره أحد المشاريع الخطيرة التي يجب مقاومتها، والوقوف دون تنفيذها أو تمريرها.
كما أكدت على وحدة الشعبين ومصيرهما الواحد. ونبذ أي صوت يحاول تغذية النفس الإقليمي. فكل مواطن أردني فلسطيني، والعكس صحيح.
إن الخيارات أمام الشعب الفلسطيني لا تزال مفتوحة، وفي مقدمتها خيار المقاومة المسلحة، وخيارات المقاومة الشعبية الأخرى. وإذا ما وجدت السلطة الفلسطينية نفسها غير قادرة على مواجهة العدو ومشاريع التصفية القائمة، فعليها أن تصارح شعبها، وتفوّضه باختيار قيادات جديدة مؤهلة لقيادة النضال ومواصلة الصراع. وأن كل من يحاول العبث بجوهر القضية الفلسطينية ستحرق نارها أصابعه.
إن تاريخ الثورات الشعبية ضد الاحتلال و الاستعمار و الغزو الاجنبي يشير إلى مبدأ حق التفاوض والجلوس على طاولة واحدة مع عدوها. ولكن دون اسقاط البندقية و إسكاتها عن المقاومة. إن التفاوض يأتي في نهاية مرحلة الكفاح، ولكن لا يكون هو الاسلوب الوحيد لاسترداد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينية ، وهو الخطأ الذي ارتكبته السلطة الفلسطينية . فما أُخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة. وكان على السلطة أن لا ترضخ للضغوطات الخارجية التي تهددها بقطع المساعدات فذرة حبة واحدة من تراب فلسطين أغلى وأثمن من كل المساعدات مهما كانت.
إن تحرير فلسطين وعودة أهلها إليها هي مهمة جميع العرب و المسلمين. و إن الصراع مع العدو هو صراع وجود وليس صراع حدود. وستبقى قضية فلسطين محور النضال المركزي للأمة العربية. وعلينا أن نبقي الأمل – أمل التحرير – قائماً وواجباً على الأجيال العربية والفلسطينية. و ستجدد الثورة نفسها وتستمر بنضالها حتى تكمل الهدف الرئيسي وهو تحرير فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية على أرض فلسطين.
وأقترح أن يُصدِر المجلس بعد استكمال النقاش بياناً يرفض المشروع.
النائب
حسن عجاج عبيدات