نشر مذكرات البابا الراحل يوحنا بولس رغم توصيته بحرقها
06-02-2014 02:16 PM
عمون - قضى البابا الراحل يوحنا بولس الثاني عشرات السنوات من عمره وهو يسائل نفسه عما اذا كان أهلا للمنصب الذي شغله على رأس الكنيسة الكاثوليكية وفقا لما جاء في مذكراته التي نشرت الاربعاء رغم توصيته بحرقها.
ومن المقرر ان يعلن البابا الراحل الذي رأس الكنيسة الكاثوليكية من عام 1978 الى عام 2005 قديسا في نيسان القادم وهو مازال بالنسبة لعدد كبير من أتباع الكنيسة نموذجا للتقوى والالتزام.
وتعطي مذكراته لمحة عن حياته الروحية وتكشف عن رجل لم يهدأ باله رغم مكانته الروحية الكبيرة على رأس الفاتيكان وفي قلوب كثيرين من أتباعه. لقد عذبه كثيرا الشعور بأنه لم يفعل الكفاية في خدمة الرب.
ونشرت مذكراته التي كتبها بخط اليد بعنوان "يوحنا بولس الثاني: بين يدي الله. مذكرات شخصية 1962-2003" وهي في واقع الامر تأملات أكثر منها مذكرات يومية.
ورغم ان البابا الراحل لعب دورا نشطا في الحياة العامة في الحقبة السوفيتية في بولندا وعلى رأس الفاتيكان لم يتحدث الرجل الذي ولد باسم كارول ووجتيلا في جنوب بولندا عام 1920 في مذكراته الا نادرا عن الاحداث العامة.
وفي احدى تأملاته التي كتبها عام 1981 حين كان الكردينال ووجتيلا تحدث عن نقاش ديني مع رجال دين آخرين وتساءل قائلا "كلمة الرب. هل أحب كلمة الرب؟ هل أعيش بها؟ هل أستحقها بكامل ارادتي؟ ساعدني يا ربي كي أعيش بكلمتك. هل أخدم الروح القدس التي تعيش في الكنيسة؟"
وكتب البابا تأملاته متنقلا بين اللاتينية والبولندية ويقول "تضحية خالصة مقدسة خالية من الدنس. لهذا هو (الرب) طلب من قساوسته ان يكونوا على قلب رجل واحد وطالبهم بطهارة القساوسة. يا سيدي المسيح أعني."
وقبل وفاته عام 2005 سلم البابا يوحنا بولس الثاني تأملاته الى الاسقف ستانيسلو دجيويتش سكرتيره الشخصي وأوصاه بحرقها. ودجيويتش الان كردينال في مدينة كراكاو بجنوب ايطاليا.
وقال في المقدمة التي كتبها لمذكرات البابا الراحل انه لم يحرقها لان بها مفتاحا لفهم الحياة الروحية الخاصة للبابا يوحنا بولس. رويترز